ما ذنب الطفولة في حروب الكبار؟
و انا اتابع يوميا مشاهد المأساة التي يعيشها الاطفال في كل بقعة ساخنة في العالم، يدفع فيها الاطفال لحظات سعادتهم وبراءتهم ثمنا للحروب ويفقدون معها امالهم ،احلامهم ،فرحهم ،حقهم بالتعليم والدفء الاسري،ويفقدون اغلى ما يملكون ..حياتهم ،اردد ما كانت تغنيه الفنانة الكبيرة فيروز في مسرحية "بترا"بحرب الكبار شو ذنب الطفولة؟ ،ولكن الحروب عمياء يذهب ضحيتها دائما الابرياء ،ومن اكثر براءة من الاطفال؟ ومؤخرا،لم يكتف طفل بدفع حياته ثمنا للحروب، بل اهدرت كرامته ،بعد وفاته ،اذ اقدمت صحيفة "شارلي ايبدو"على رسم يبدو فيه الطفل ايلان الذي غرق في البحر ،وانتشرت صورته غريقا على شواطىء تركيا ،على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم ،وقد صورته الصحيفة بهيئة متحرش في ألمانيا، مرفقة الرسم بعبارة"ما كان سيصبح "ايلان" لوكبر؟ " وقد أثار هذا الكاريكاتور الساخر ،الغضب..فالموت لم يجعل الصحيفة تحجم عن تناوله كمادة صحفية بشكل مسيئ ، والحكم عليه ،ورميه بالتهم،بل تناست براءته ورحيله باكرا عن الدنيا ،وامام صورته غريقا على الشاطئ،لم تجد الا تعليقا مسيئا له ،مما أثارالعديد من ردود الفعل الغاضبة ،وقد نشرت الملكة رانية على حسابها على تويتر،رسما، ردا على ما نشرته الصحيفة وقالت الملكة: كان من الممكن ان يصبح ايلان طبيبا او معلما او ابا حنونا ،وأرفقت كلماتها، برسم قام بتنفيذه الرسام اسامة حجاج، يصور فيه الطفل ايلان يلهو على الشاطئ ليكبر ويذهب الى المدرسة ليصبح طبيبا . لا يكفي الاطفال كل ما سلبته منهم الحروب ،فحتى هدوء الموت سلب منهم ليكونوا ضحية الحروب بكل أنواعها،حتى الحروب الاعلامية. في حروب الكبار يسقط الاطفال ضحايا، وبراءتهم لا تسمح لهم بمعرفة الاجابة على سؤالهم..لماذا؟