من القلب / النساء لسن بحاجة للورود
النساء لسن بحاجة للورود

النساء لسن بحاجة للورود

النساء في بلادي لسن بحاجة للورود وكيل المديح لهن ،والثناء عليهنلتفوقهن في المناسبات السعيدة ،بينما تساق لهن ألف حجة وحجةلنسف كل مطلب محق ونيل حق ضائع.

النساء في بلادي لسن بحاجة للوعود العرقوبية في الاجتماعات المغلقةوالعلنية وعلى المنابر ،بينما تزرع بالألغام طريق مشاريع القوانينالتي تحمل لهن حقوقهن ، لتغرق في غياهب النسيان،مع كل محطةواستحقاق.

النساء في بلادي لسن بحاجة لكلمات رنانة عن حقوق المرأة وخطاباتمطولة عن بطولاتها،مع انها تستحقها، بل هن بحاجة لإقرار قوانينوتعديلات قانونية ،وتوعية اجتماعية وثقافية،ليستقيم ميزان العدالة .

خاضت المرأةفي لبنان طريق النضال من أجل حقوقها منذ عشراتالسنين ،ولنا رائدات بارزات في هذا المضمار ،واستطاعت المرأة اللبنانيةانتزاع الاحترام والتقدير على الصعيد المحلي وحتى العالمي ،بعدماحققت انجازات على جميع الأصعدة ،ولكن مازالت المرأة اللبنانيةتواجه بعزيمة حديدية كل التحديات في هذه الظروف التي يمر بهالبنان ،في أزمة غير مسبوقة ضربت كل اسسه وجعلت كل مؤسساتهمتهالكة.

المرأة في بلادي ممنوع عليها منح جنسيتها لأولادها مما يجعل الأسرةتعيش الصعوبات التي تلامس المأساة في العمل ،والدراسة ،والخدماتالاجتماعية (ان وجدت بعد الانهيار المالي والنقدي )والرعاية الصحية،وغيرها ..وكل ما يطرح مشروع قانون ،زاد عددها على الخمسة ،تضيعفي زواريب ودهاليز حسابات الربح والخسارة في السياسةوالطائفية،ومن يتغنى بريادةلبنان في مجال العمل التشريعي ،نظرةمن حوله حول قانون اعطاء المرأة جنسيتها إلى أسرتها ،يجعلنا ندرككم أصبحنا متخلفين عن ركب تعزيز حقوق المرأة في هذا المضمار ،ومن الجنسية إلى الزواج المبكر للأطفال‏،اذ تتزايد هذه الحالات مع غيابالتشريع الذي يحدد سن ١٨ للزواج ويحمي الأطفال والقاصرات منالزواج المبكر وهي السن وحسب القانون اللبناني التي تعتبر معيارالتمتع الأفراد بالأهلية القانونية .ومن التزويج إلى قانون حماية النساءوحماية افراد الأسرة الذي يجب العمل على توسيعه ليشمل كل الاولادالقاصرين بالإضافة إلى التعديلات في قانون العمل ،و نظام الموظفينوتقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .

الأمهات في لبنان اليوم،يصرخن ألما وهن يودعن اولادهن الذين تركواالوطن طلبا للرزق ،بعد ما أوصدت امامهم ابواب المستقبل ،كل ما زرعتهالأمهات بحب وتعب وتضحيات ،جاء من يخطف منهن كل محطة أمل ،ومرتع ذكريات حلوة ، ويجبرهن على تجرع لوعة الفراق .في زمنالانهيارات المتتالية ،تكثر المحن وتكثر الضحايا وأولهم المرأة التيعليها ان تناضل على جميع الأصعدة لتكون كما كان لبنان في عصرهالذهبي أو كما أراده أن يكون بطل استقلال لبنان الرئيس رياض الصلحفي البيان الوزاري لحكومة الاستقلال الأولى،اذ قال نريد لبنانوطنا،عزيزا،مستقلا سيدا حرا .

في اليوم العالمي للمرأة ،كل ما تريده المرأة في لبنان أن تستعيد وطنهابرسالته ،وقيمه، وحريته،لتشرق شمسه من جديد،

قد تكون باقة قوانين واصلاحات معطرة بالعدالة والأمل باستعادة لبنانعافيته و إشعاعه أحلى هدية للمرأة في يوم نضالها العالمي .

مي سربيه شهاب