صباح كانت تكره الحزن وتتغلب عليه
"صباح كانت تكره الحزن و تتغلب عليه"
لم أر فنانة تكره الحزن و تحاول دائما التغلب عليه و
هزيمته مثل النجمة الكبيرة الراحلة صباح. بحكم صداقتها لوالدي بديع سربيه ،عبر سنين طويلة ،وحتى بعد رحيله ،رأيت الصبوحة كيف كانت مع كل حزن و مع كل طعنة ،تكفكف دموعها و تقضي على ألمها بضربة قاضية بضحكتها و حبها للحياة.
خلال الحرب اللبنانية كنا وأسرتي والصبوحة نقيم في نفس الفندق في شيراتون القاهرة ،و كنا في احدى الليالي مدعوين كلنا إلى حفل عشاء. اتفقنا ان نكون كلنا جاهزين ونلتقي في بهو الفندق عند الساعة التاسعة . قبل الموعد المحدد بساعتين واجهت الصبوحة مشكلة عائلية و سمعتها تبكي عندما تدخل والدي لحل المشكلة ، و اعتقدت أنها لن تكون معنا لان وضعا النفسي لا يسمح بذلك.
في الموعد المحدد ،عندما كنا في بهو الفندق ،فتح باب المصعد وخرجت منه الصبوحة بكامل أناقتها ،ترتدي اللون الأبيض ،والتفتت نحو والدي قائلة:
“شفت أنا دايماً على الموعد و دايما مع الموعد”
في الذكرى العاشرة لرحيل الصبوحة، أقول لها اشتقنا لك واشتاق لك جمهورك الذي اعترف بحبه وتوّجك لأكثر من ستين عاماً كنت فيها رمزاً للفن الجميل.
(١) - بديع سربيه، أنور منسي وصباح يتصفحون مجلة الموعد في الخمسينات
(٢) - جلسة تصوير تجمع مي بديع سربيه و صباح في اواخر التسعينيات
بقلم مي سربيه شهاب ، من كتاب “شارع النجوم”