مسلسل / أطول حديث لـ: نادية لطفي (الحلقة الثانية)
فنانون: نادية لطفي
أطول حديث لـ: نادية لطفي (الحلقة الثانية)

أطول حديث لـ: نادية لطفي (الحلقة الثانية)

في الحوار الذي أجرته ذهبية الشعر مع الموعد عام 1978 كان هناك كلب كبير لا يفارقها قالت عنه “لقد اكتشفت مع الأيام أن هناك أشخاصاً اذا عاشوا معي في البيت يخيفونني أكثر بكثير من الكلاب” ومن هنا بدأ الحوار معها.

• على مدى ثلاث سنوات كنت أرد على الألوف من رسائل قراء «الموعد» لحل مشاكلهم
• تم حل مشكلة فاطمة المصابة بالسرطان بتبرع كريم من الشيخ عبدالله الجابر الصباح
• أحل مشاكل الناس و«الكونغرس» بكامله لا يقدر على حل مشاكلي
• أحاول حماية نفسي من المرض ولا أخاف الشيخوخة
• ابني أخذ مني صفة الاندفاع العاطفي وينتقد أفلامي بشدة
• أنا لا أمثّل لأكون مشهورة ولكن الشهرة ضرورة لعملي
 
 
- هل كانت السينما سبباً في حرمانك من سعادتك الزوجية؟
وتفكر قليلاً ثم تقول:
ليس للسينما أو لعملي في الأفلام أي دخل في موضوع سعادتي كزوجة, فأنا أنظر الى الحياة الزوجية على أنها زمالة, وتعاون, واستقرار, وعلى هذا الأساس فأنا لا أحمّل عملي السينمائي مسؤولية عدم توافر هذه الضروريات في حياتي الزوجية. العمل شيء, وعلاقتي بالزوج شيء آخر.. أنا لا أخلط الأمور ببعضها.. ولا أقول إن السينما هي السبب اذا فوجئت مثلاً بأن صديقة لي لم تكن وفية أو صدمت بأن جارتي ليست على خلق..
 
 -عتقد أنك مررت بتجربتي زواج.. وأنت الآن غير متزوجة, فهل  ما زال قلبك مفتوحاً للحب.. وللقبول بالزواج؟
وبصراحة تقول:
أنا أرى أن الحب والزواج من الأمور القدرية التي لا دخل للإنسان فيها, فإذا قدّر لي أن أحبّ وأتزوج فسوف لن أمانع أبداً, لأن هذا هو قدري, وكذلك فلن أشعر بالضيق اذا لم أصادف الحب, أو لم يقدّر لي الزواج من جديد.. لأن هذا كله مكتوب على لوحة قدري..
 
ولأنني أحب رؤيا نادية لطفي الى أمور الحياة فقد سألتها: كيف تنظرين الى الحب؟
 
وتجيب:
الحب عاطفة طبيعية وأساسية ولكن ما يحدد شكله هو ردة فعله في النفوس..
 
- يعني.. هل تشعرين بالفراغ العاطفي عندما لا تكونين في حالة حب؟
 
وترد:
أبداً.. وأنا بحكم طبيعتي لم أصادف الفراغ, أو يداخلني الشعور به.. وأنا أسمع عن شيء اسمه “الفراغ” وأقرأ عنه, ولكنني بصراحة لا أحسّ به أبداً بل لا أعرف ما هو.. وأنا في كثير من الأحيان أجد نفسي مشغولة جداً ولا وقت عندي للتفكير بشيء, بالرغم من أنني أكون بلا عمل.. يعني باختصار لا أشعر بالفراغ حتى ولو كنت وحيدة..
 
  •  ابنك أحمد البشاري. هل من صفات معينة أخذها عنك؟
وتقول:
- أتصور أنه أخذ صفات والده أكثر مما أخذ مني, وإن كنت ألاحظ دائماً, وفي مواقف كثيرة, أنه أخذ مني صفة الاندفاع العاطفي..
 
وأسألهاهل تجدين عنده ميلاً الى أن يكون ممثلاً.. أو هل يملك موهبة التمثيل؟
 
وتجيب:
حتى الآن لم أكتشف عنده موهبة التمثيل, والصحيح أنه من حيث الشكل يصلح جداً لأن يكون ممثلاً.. وقد حاولت مرة أن أختبر ميله الى التمثيل, فوجدت أنه يرفض هذه الفكرة تماماً..
 
وأقول لها:
- ولكن.. ألا يبدي ابنك أي رأي في أعمالك الفنية؟
 
وكان جوابها:
انه باستمرار ينتقد كل الأدوار التي أمثّلها في الأفلام وبشدة..
 
وأسألها:  ولماذا.. بشدة؟

فتضحك وتقول:
ما هو طالع مشاغب زي أمه..
 
وكانت “قفشة” ضحكت نادية لها, فعدت أسألها:  ولكن.. هل إن النقد الذي تسمعينه منه فيه شيء من الصواب؟
 
وتقول جادة:
انني أعتبر ابني واحداً من الجمهور الذي يشاهد أفلامي وله الحق في توجيه النقد اليّ, وطبعاً أنا أسعد بأي انتقاد لأنني كممثلة لا يمكن أن أعرف عيوبي إلا من خلال رأي المتفرجين..
 
وأحاول أن أعرف: الأزمة الصحية التي أصابتك منذ عامين.. هل عرفت أسبابها من الأطباء الذين قاموا بعلاجك؟
 
وتشرح الموضوع:
ما عرفته هو أن الأزمة كان سببها الإرهاق النفسي.. وأنا في الواقع عندي قدرة على مقاومة الأزمات بالضحك والابتسام, ولكن جسدي لم يتحمل الضغوط النفسية فكانت الأزمة الصحية التي نجوت منها والحمد لله بأعجوبة!.
 
وباستغراب أقول: بمعجزة.. وهل كانت الأزمة خطيرة الى هذا الحد؟
 
قالت:
طبعاً.. حتى أن الأطباء الذين أجروا العملية قالوا لي إن نجاحها كان بمثابة معجزة من السماء, لأن واحداً فقط من كل مليون شخص يصابون بها, يمكن له النجاة منها.. والواقع أنني لم أصب بهذه الأزمة اثر حادثة معينة, ولكن يجوز أن تكون هناك ظروف كثيرة تراكمت في داخلي ولم يعد كياني الجسماني قادراً على تحمّلها..
 
قلت: وبعدما أجريت العملية بنجاح.. هل فرض عليك الأطباء نهجاً معيناً في حياتك؟
 
تضحك وتقول:
إنها أزمة صعبة مررت بها فعلاً, ولكنها تتلاءم مع طبيعتي, فأنا في حياتي لا تستهويني إلا الأشياء الصعبة ولا تستهويني أنصاف الحلول.. يعني إما أن أحب أو لا أحب, أعيش أو لا أعيش, أفرح أو أغضب.. ومن هنا, فعندما عدت الى الحياة من جديد بارادة الله, عدت اليها كما أنا, ولم أمنع من شيء سوى الانفعال الزائد..
 
وأعود وأسألها: ذكريات الأيام التي أمضيتها وأنت تحت العلاج.. هل تؤلمك؟
 
وتجيب, وأحس في كلامها بالصفاء الروحي:
صحيح إنها على كل حال ذكريات عبرت, وصحيح أنني كنت وقتها أحسّ بآلام جسمانية شديدة, ولكن كان يتلازم مع هذه الآلام ايمان عندي يملأ صدري بالراحة النفسية, ومن أول يوم قلت لنفسي إن أمري هو في يد العناية الإلهية, وليس لي أن أتدخل في أمر هذه الإرادة.. وهكذا مرت أيامي الصعبة دون أن تخلّف في نفسي أي أثر مؤلم..
 
وكم استغرقت فترة العلاج؟
... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)