مسلسل / ذكريات ونجوم / أطول حديث مع نور الشريف (الحلقة الثالثة) / باع نور الشريف خاتم الخطوبة ليدفع مصاريف كتب الكتاب
فنانون: نور الشريف
باع نور الشريف خاتم الخطوبة ليدفع مصاريف كتب الكتاب

ذكريات ونجوم / أطول حديث مع نور الشريف (الحلقة الثالثة) / باع نور الشريف خاتم الخطوبة ليدفع مصاريف كتب الكتاب

أحمد بدرخان هو الذي وضعني على طريق الشهرة
 
تركت فيلم "نار الشوق" فأخذ حسين فهمي دوري
 
فقدت توازني وخافت والدة بوسي مني على ابنتها
 
بعت خاتم الخطوبة لأدفع للمأذون ضريبة عقد الزواج
 
في حديثه لـ «الموعد» عام 1980 تحدث نور الشريف عن بداياته الفنية.
 
 
ظهر نور الشريف كأحد نجوم فيلم “قصر الشوق” وكان الأمل الأول عنده أن يمشي بسرعة على طريق الشهرة.
ولكن..
أحد النقاد كتب يقول إن “نور الشريف هو اسوأ ما في فيلم “قصر الشوق”!!
وباب بيت نور الشريف لم يدقه أحد بعد عرض هذا الفيلم!.
وأسأله:
• لماذا.. هل كنت فاشلاً في الدور؟
أجاب نور الشريف:
- هذا ما اعتقدته، أنني بعد فيلم «قصر الشوق» بقيت تسعة أشهر بلا عمل، فخُيل إليّ بأنني لم ولن أصلح كممثل، ولكن التعويض الكبير كان لي عندما فزت بجائزة الدولة التقديرية في مسابقة السينما عن دوري في فيلم «قصر الشوق»، وفوزي بهذه الجائزة تصادف في وقت كانت تعرض فيه الحلقات التلفزيونية «القاهرة.. والناس» التي أمثل فيها دوراً جيداً، ومن هنا بدأت أصبح معروفاً، وصار اسمي يتردد على ألسنة الناس..
وطبعاً..
• بدأت في هذه الفترة تنطلق نحوق التألق!
فهز برأسه وقال:
- هذا ما كان يجب أن يحدث لولا أن المخرج حسن الإمام طلب مني أن أمثّل دور «مونولوجست» في فيلم من إنتاج الزميلة ماجدة الخطيب اسمه «بنت.. من البنات» وخجلت من أن أرفض طلب حسن الإمام فهو الذي قدّمني إلى السينما أول مرة، فمثّلت الدور، ثم اعتذرت للمخرج عن عدم استطاعتي الغناء، وطلبت أن يغني أي كان عني، وأفتح أنا فمي وأغلقه عند التصوير.. أي بطريقة «البلي باك» ولكن حسن الإمام ألحّ عليّ بأن أغني بنفسي رغم رداءة صوتي في الغناء، وغنيت مضطراً، وكانت كارثة.
• وهل.. توالت عليك.. الأفلام بعد ذلك؟
قال: 
- مش قوي.. لقد كانت خطواتي الأولى في السينما متعثرة وضعيفة، إلى أن مثلت في فيلم “نادية” مع الزميلة سعاد حسني، وكان الفيلم من إخراج الأستاذ الكبير أحمد بدرخان ـ رحمه الله ـ وهذا الدور هو الذي صنع لي شهرتي الحقيقة، وفتح لي أبواب السينما على مصراعيها، وفعلاً مثّلت بعد ذلك أفلام: «بئر الحرمان» إخراج كمال الشيخ وبطولة سعاد حسني، و «أشياء لا تشترى» مع شمس البارودي، واختارني المخرج محمد سالم لتمثيل دور الفتى الأول في فيلم «نار الشوق»، مع صباح وابنتها هويدا.. وكان تصوير الفيلم في لبنان.
قلت:
• ولكن.. ما عرفته .. هو أنك لم تمثّل في هذا الفيلم، بل أن دورك في هذا الفيلم مثّله حسين فهمي وكان هو الدور السينمائي الأول له!
فأجاب:
- فعلاً.. ولكن أنا الذي انسحبت من الفيلم، ولكن الذي حدث هو أن تصوير الفيلم توقف لمدة أسبوعين في بيروت بعدما اكتشف محمد سالم أنه ليس باستطاعة هويدا، أن تكمل تمثيل دورها في مصر، وحصلت إشكالات اضطرتني لترك الفيلم.. لارتباطي بتمثيل دور أول في فيلم «فجر الإسلام» وكانت هذه العودة من حسن حظ.. حسين فهمي!
ولكن..
• لم أر لك أي دور في فيلم «فجر الإسلام»!
فقال نور الشريف:
- فعلاً.. لم أظهر في الفيلم، والدور الذي كنت سأمثّله أنا مثّله بدلاً مني المذيع التلفزيوني يومها عبد الرحمن علي، وكان السبب في ذلك هو أن تصوير الفيلم كان قد تأجل، وتعاقدت أنا على تمثيل دور البطولة في فيلم «السراب» الذي كنت متأثراً بقصته من أيام الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت فعلاً في تمثيل هذا الدور، مما جعلني غير قادر على العمل في أي فيلم آخر، ولقد أثار فيلم «السراب» بالفعل ضجة كبرى، وكان ميلاداً حقيقياً لي كممثل سينمائي، ولست أنسى ما قاله مؤلف القصة نجيب محفوظ يومئذ من أنه لم يكن يتصوّر بأني سأمثل شخصية بطل «السراب» بشكل قريب جداً من الحقيقة!
وأسأله:
• هل كنت تريد أو تتوقع أن تكون استمراراً لأي واحد من الممثلين.. المشهورين؟!.
ويجيب:
- لم أتوقع ذلك، لأنني كنت قد هيأت نفسي لأكون مخرجاً سينمائياً.. وذلك بعد أن أتخرج نهائياً من معهد التمثيل، ولست أدري إذا كانت رغبتي في دارسة الإخراج سببها ضعف أملي في أن أكون ممثلاً جيداً، وبالرغم من أنني درست التمثيل وأخذت أدرسه أيضاً فيما بعد ـ كمعيد ـ وكان من تلامذتي وقتها الزميلان الممثلان أحمد زكي، ويونس شلبي، وغيرهما كثيرون!!
• زوجتك بوسي.. متى رأيتها .. لأول مرة؟!.
أجاب:
- أول مرة شفتها.. على شاشة التلفزيون في برنامج للأطفال اسمه: «بندق.. ولوز» مع الزميل الممثل عبد المنعم إبراهيم، ثم، عندما رأيتها شخصياً ـ لأول مرة ـ قلت بيني وبين نفسي، أنني سأتزوج هذه الفتاة لأنها حلوة ورقيقة، وهي أيضاً صغيرة مما يجعلني قادراً على تكييف شخصيتها كما أريد.
يعني:
• كم كان سنها في ذلك الوقت؟!
قال:
- كانت في الخامسة عشرة من عمرها.. وقد أرادت الصدف أن نجتمع معاً في عمل تلفزيوني واحد هو حلقات من مسلسل «القاهرة.. والناس» وأيضاً أرادت الصدف أن تكثر الأوقات التي يتعطل فيها العمل مما كان يسمح لي بأن أجلس إلى بوسي وأعاكسها، وأسايرها و .. أغازلها أيضاً، ومع تعدد اللقاءات أحست بجدية اهتمامي بها، وكانت بداية العلاقة.. العاطفية.
ولكن..
• بوسي.. قالت لي أن والدتها قد خافت عليها من علاقتك، لأنك .. ممثل.
ويعترف..
- لقد أصبت يومها بشيء من الغرور، فقد كنت وحدي النجم الجديد والشاب على الشاشة السينمائية، ولم يكن قد لمع بعد نجم محمود ياسين وحسين فهمي، وأيضاً.. صرت أكسب مالاً وفيراً، وأعيش أيامي محاطاً بالمعجبات..
يعني..
• فقدت التوازن؟ تريد أن تقول؟!.
قال:
- بالضبط .. كنت لا أهتم بشيء .. لم أعد أحترم ارتباطي بأي عمل.. ولا أهتم بالقضايا التي ترفع عليّ، لأنني بدأت في تمثيل فيلم ولم أكمله.. وطبعاً كانت والدة بوسي على حق في مخاوفها مني.. فقد كنت مثلي مثل أي نجم في بداية شهرته، لا أعرف الطريق السليم، ولا السلوك السليم.. أيضاً!
وهل..
• قطعت بوسي علاقتها بك.. بسبب مخاوف والدتها؟!.
أبداً..
- ظلت علاقتي بها مستمرة سراً، وكنت ألتقي بها في الاستديو، أو في مقهي «الميريلاند» في مصر الجديدة، وطالت العلاقة ثلاث سنوات كنت خلالها أملأ خيال بوسي بالأحلام الوردية، إلى أن بدأ ينشر في الصحف أنني على علاقة بالممثلة الفلانية، والراقصة العلانية، فكان خلاف شديد بيني وبين بوسي، وانقطعت علاقتنا زهاء سنة كاملة..
 

... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)