ورحل العندليب في زمن الزهور
في يوم الأربعاء في الثلاثين من شهر (مارس) عام ١٩٧٧ ،توفي الفنان عبد الحليم حافظ الذي أطلق عليه رئيس تحرير مجلة (الموعد) الراحل محمد بديع سربيه لقب العندليب الأسمر في مقال كتبه عنه. و من يومها انتشر هذا اللقب و أصبح لصيقا باسم عبد الحليم،و حتى احيانا كثيرة كان يحل مكان اسمه. رحل العندليب في موسم الزهور، في الربيع الذي كان يطلق فيه كل سنة اغنيته الجديدة وكانت (قارئة الفنجان) آخر اغنية غناها في شم النسيم في نادي (الترسانة) الرياضي في القاهرة.
التقطت عدسة (الموعد) هذه الصورة للعندليب في بيروت الذي كان يزورها كثيرا حتى انه في السنوات الأخيرة استأجر شقة في منطقة الروشة، وكانت ملاصقة لفندق الكارلتون. كان مجتمع بيروت في أوائل الستينات يعيش حلقات متصلة من الفرح والبهجة، و كانت تتزاحم المناسبات الاجتماعية والحفلات والسهرات التي تتميز بالفخامة والجمال، وكانت سيدات المجتمع المخملي بجمالهن وأناقتهن تنافسن النجمات حتى في الشهرة اذ ان عدسات المجلات كانت حاضرة في كل مناسبة وكان في مجلة "كل شيء" السياسية التي كان يملكها ويرأس تحريرها محمد بديع سربيه ، زاوية اجتماعية بعنوان "فين ما كان" وكانت شهرة أهل المجتمع يتردد صداها في لبنان والدول العربية. مع تردد العندليب على بيروت اندمج بهذا المجتمع الذي كان لا ينام مثله، فبعد كل حفلة عشاء كانت تتمتها تكون اما في (cave du roi) او (blow up) ، وعند بلوغ الساعة الرابعة او الخامسة، كان الساهرون يتجهون الى مطعم (العجمي) لتناول الفطور فكانت تمتد أطباق الفول والحمص والفتة والشاورما. و في إحدى حفلات المجتمع الراقي التقى عبد الحليم بحبيبته اللبنانية نجلاء .
(التتمة في اليوم التالي)
قد تم تحويل هذه الصورة الى الصيغة الرقمية عبر الفيلم الملون الأصلي بطريقة محترفة من قبل خبرائنا فكانت هذه الصورة النادرة و العالية الجودة. لا تترددوا في مشاركة منشورنا مباشرةً (عبر زر المشاركة) بدلاً من نسخ / لصق المحتوى حتى لا تتم ازالته. شاركوا، تفاعلوا حتى نستمر في نشر المزيد من كنوز الموعد.
بقلم مي سربيه شهاب ، من كتاب شارع النجوم
كل الحقوق محفوظة