محمد بديع سربيه الساكن في ذاكرة الأحبة
رغم مرور سنين طويلة على رحيله بلغ عددها ٢٩، إلا أن محمد بديع سربيه ما زال يسكن الذاكرة و يستوطن آلقلوب. في السادس من اكتوبر، في ذكرى رحيله تختلط أوجاع الأحزان بفرح الذكريات ، وأدرك أن أبي مهما أطال الغياب ، وأمعن في الفراق، ما زال نابضا في الروئ و الآمال ، في الكلمة والنهج ، مداد قلمه ما زال يدافع عن مدرسته التي أسسها في الصحافة في رقي الكلمة وجمال الأسلوب ، وصناعة الإبداع والتجدد وحرية التعبير، واعلاء الحق والحقيقة ، فأثرى الصحافة المكتوبة أعلى مداميكها على مدى خمسة وأربعين عاما ، بروائع كتاباته. ورغم مرور السنين ، ما زال حيا في قلوب قرائه وأحبته.
جمال عبد الناصر و بديع سربيه
تفرد بأسلوبه ، من خلال مقالاته السياسية ، في مجلته السياسية ، (كل شيىء) حيث دافع عن الوطن وقضاياه متحيزا للحق والحرية ، كما حمل لواء القضايا العربية ، واستطاع ان يحقق عدة انتصارات صحفية ، أذكر منها: إجرائه مقابلة صحفية مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ظل شائعات تحدثت عن مرضه الشديد وابتعاده عن الساحة السياسية ، فكان الحوار الصحفي الذي تناقلته وقتها وكالات الأنباء، والذي دحض كل الشائعات.
بديع سربيه وفاتن حمامة
وظلت كل شيء تحقق نجاحا في لبنان والوطن العربي إلى حتى مع اندلاع الحرب اللبنانية، ظل يصدر مجلة (كل شيء) إلى ان توقفت عن الصدور بعد عدة سنوات ، وأعاد إصدارها لمدة عامين في أواخر الثمانينيات. اما مجلة الموعد فقد أصدرها عام ١٩٥٣ وحقق معها نجاحا كبيرا، وحققت انتشارا واسعا في الوطن العربي ، وكانت المرجع الموثوق لصحة الخبر. لم يكن فقط ناقلا للأحداث ، بل صانعا لها في كثير من الأحيان ، كاتبا ، ناقدا ومحللا. رافق العمالقة في الفن في بداية مشوارهم وكان له العديد من الأصدقاء بينهم. كان شعاره "أن الصحافة الفنية ليست عرضا للمباذل إنما وسيلة تحمل للجماهير الترفيه الذي يشحن النفوس بالتفاؤل".
عبد الحليم حافظ وبديع سربيه
فريد الأطرش وبديع سربيه
عرّف العديد من الأسرار والخبايا ولكنه لم يتاجر بها ولم تكن يوما مادة للمساومة. اما الانتصارات الصحفية والحصريات التي حققها خلال مشواره الصحفي ، كانت لا تعد ولا تحصى. كان أول من كرم الفنانين ووزع كؤوس عليهم بعد أجراء استفتاء لمن يختاره قراء الموعد من النجوم ،وأطلق النجوم ،والمواهب الشابة ، ومنح ألقابا على العمالقة ما زالت لصيقة لأسمائهم حتى الآن. واصدر ايضاً مجلة ( نورا) وكانت اول مجلة تروي قصصا عربية مصورة بممثلين عرب ، وكتاب عرب ، وكانت درجت العادة وقتها انه يتم نشر قصصا مصورة اجنبية ويتم ترجمتها إلى العربية. ثم تحولت نورا ، إلى مجلة فنية، اجتماعية ،ونسائية ،جامعة.
محمد عبد الوهاب وبديع سربيه
صباح وبديع سربيه
كما أصدر مجلة (أيوب الموهوب) للأطفال وكانت ايضا تتميز بنشر قصصا مواد توعوية للأطفال ، وقصصا كرتونية عربية مصورة تطلب اعدادها عددا كبيرا من المتخصصين. ان ما حصده محمد بديع سربيه خلال مشواره الصحفي ، ليس فقط النجاح و الشهرة، بل المحبة التي زرعها في قلوب قرائه وتلاميذه و كل فنان تعامل معه. الآن ما زال النجوم يتحدثون عن صداقته وإبداعه وأخلاقه على المستوى الشخصي والمهني. وحتى الآن ما زالت تصلنا رسائل المحبة من قرائه.
سعاد حسني وبديع سربيه
وردة، بليغ حمدي وبديع سربيه
رحل في السادس من شهر تشرين الأول عام ١٩٩٤ بعد معاناة مع المرض ، برحيله انطوت صفحة زاهية من تاريخ الصحافة ، وغاب أحد فرسانها ، أحب مهنته وأخلص لها ، فحصد مع نهاية المشوار المحبة التي ما زالت تسكن قلوب أحبته وقرائه رغم الرحيل.
نبيلة عبيد وبديع سربيه
أبي الذي أفتقد روعة أبوته وسمو أخلاقه وأسوار محبته ، في ذكرى رحيلك أنثر الورود والدموع وأعزي نفسي برحيلك ، بالمحبة التي زرعتها في القلوب و تزهر ، في كل مرة يذكر فيها اسمك.