"موعدي مع فيروز"
ربطت بين والدي محمد بديع سربيه والأخوين رحباني و النجمة الكبيرة فيروز ، صداقة طويلة امتدت لآجيال. تزامنت بدايتهم الفنية مع بداية والدي الصحفية ، وانا أتصفح الأرشيف ، ارى العديد من الصور لفيروز في بيتنا في حفلات عشاء كان يقيمها والدي وكانت تضم شخصيات فنية وسياسية واجتماعية.
الموعد وفيروز مشوار طويل بنته الثقة والاحترام وموعدي انا معها كان له محطات عديدة ، اول مرة رأيتها كان في صالون المطار وكنا مسافرين من بيروت الى لندن ، فشاهدت والدي يطيل الحديث مع سيدة شقراء ذات شعر متموج وتضع نظارات سوداء وعندما سألت والدي عنها قال انها فيروز ، ورأيتها باسمة و مرحة. لقائي الثاني معها كان عندما دعتني مع باقة من الزملاء الصحفيين الى بيتها ، ورأيتها متواضعة لبقة ، وعندما كانت تقدم لنا الحلويات بنفسها لاحظت اني لم اتناول منها اي شيء ، فوجودها ألهاني عن اي تفصيل ، فإذا بها تصر علي أن أكل ولو بقليل. ان تعامل فيروز مع ضيوفها أشعرني أنه رغم سحر النجومية ، واحتلالها مكانة كبيرة في التاريخ والوجدان والموروث الفني والثقافي ، مازالت متصالحة مع كل معاني التواضع والعفوية.
أما أجمل لقاءاتي معها كانت عندما دعتني الى بيتها في الروشة وكنا لوحدنا ،واستمر اللقاء ساعتين حاورتها بدون تسجيل ولا ورقة و لا قلم. ساعتان حلقت معها فوق السحاب في عالم الفن ، والطرب والأنغام و أخلاق ،ولياقات وطيبة نجوم الزمن الفني الجميل.
هذه الصورة كانت غلاف مجلة الموعد، عدد ٩٠٨ من ١٠ إلى ١٦ نيسان "ابريل" ١٩٨٠
بقلم مي سربيه شهاب ، من كتاب شارع النجوم
قد تم تحويل هذه الصورة الى الصيغة الرقمية عبر الفيلم الملون الأصلي بطريقة محترفة من قبل خبرائنا فكانت هذه الصورة النادرة و العالية الجودة. تحت طائلة الملاحقة القانونية، يرجى عدم نسخ أو التلاعب بالصورة أو الكلام وذكر المصدر عبر ال-"embed" أو ال-"share" فقط. في حال تم نسب المحتوى لصفحة غير مجلة الموعد، سوف يتم ازالته.