نجومية محمود عبدالعزيز حكاية.. طويلة (الحلقة 4)
كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1994:
وقلت للنجم الشاب: إذن، عدت من جديد إلى الإسكندرية!
فأجاب: أيوه، وعينت في محطة بحوث الصباحية، وكانت تحت إشرافي مناحل الصالحية، مريوط، النوبارية، برج العرب، ومنحل «البوصيلي» في خط رشيد!
وسألته: لكن.. يعني إيه: منحل!
فأجاب: هو يعني زي ما تقول خلية النحل، أو مزرعة النحل!
قلت: وهل كنت تمارس العمل والدراسة بجد في هذه «المناحل»!
فأجاب: آه، وخصوصاً بعدما عرفت بأنه لا بد من زيارة للنحل مرة كل عشرة أيام، لأنه إذا ترك لوحده بعد هذه الأيام، فربما يهرب، أو يؤذي، وكنت أتنقل بين المناحل القريبة من الإسكندرية على حسابي، أما البعيدة فكنت أحصل من إدارة المعهد على استمارة سفر.
وعدت أسأل محمود عبد العزيز: وهل كنت سعيداً مع النحل؟
أجاب: مش قوي، وكنت أصادف في عملي أشخاصاً من أهل الخبرة والمكانة تعبت من التعامل معهم، وأحسست بأنني أكاد أن أختنق، ولم يعد العمل في مجال النحل يثير حماسي.
وسألت محمود عبد العزيز: وأنت غارق في المناحل.. هل كنت قد نسيت أحلام الفن؟
فأجاب وهو يهز برأسه: نسيت؟ نسيت إزاي؟
وأخذ محمود عبد العزيز نفساً عميقاً من سيجارته، وبدأ يروي لي بأسلوب كاتب سيناريو بارع وموهوب، ما حصل له في أول يوم ذهب فيه إلى عالم فني حقيقي غير عالم المسرح الجامعي!
إن محمود عبد العزيز عندما وجد نفسه في القاهرة، وقد عين معيداً في معهد البحوث، عاودته أحلامه الفنية وتذكر المخرج التلفزيوني محمد فاضل.
وقال في نفسه: اذهب إليه، فهو على الأقل يعرفني، وقد مثلت في مسرحية من إخراجه عندما كنت في الجامعة، ولا بد أنه سيذكرني وسيرحب بي، وسأجد عنده من التشجيع أكثر مما قد أجده عند مخرج لا يعرفني، ولم يسمع باسمي من قبل.
ودخل محمود عبد العزيز مبنى التلفزيون!
ووصل إلى مكتب رقم 113 حيث وجد فيه المخرج محمد فاضل، وكانت معه في مكتبه المخرجة إنعام محمد علي، التي كانت زوجته يومئذ!
وأيضاً، كان مع محمد فاضل وزوجته المخرجتان علية ياسين، وعلوية زكي، والممثل رشوان توفيق، ومساعد المخرج مصطفى كامل!
وحيا محمود عبد العزيز الجميع وصافحهم واحداً واحداً، ثم اقترب من المخرج محمد فاضل وقال له هامساً!
أنا خلاص يا أستاذ فاضل خلصت الكلية.. وتخرجت!
فقال له ببرود: مبروك!
فعاد محمود عبد العزيز يقول له: وأنا دلوقت عاوز أمثل.
فأجاب المخرج بدهشة: تمثل؟ تمثل إيه؟
فأجابه: أمثل أي أدوار، وأنت عارفني يا أستاذ فاضل من أيام مسرح الجامعة، ومثلت في روايتين من إخراجك!
وبنفس البرود رد عليه محمد فاضل: صعب.
فقال له محمود عبد العزيز: إذن، أدخل معهد دار الفنون المسرحية وأمثل في نفس الوقت!
وأيضاً أجابه بالرفض المخرج الذي قال: مدة الدراسة في المعهد أربع سنين.. مين حيصرف عليك المدة دي!
ورد محمود عبد العزيز: يا أستاذ فاضل، أنا مستعد أتوظف هنا في مصر وأمثل في نفس الوقت.
فقال له وكأنه يحسم الموقف: ممنوع الجمع بين وظيفتين!
واسودت الدنيا في عيني الشاب الجامعي الطامح إلى أن يكون ممثلاً وهو يجابه بكلمة «لا» عدة مرات، ومن المخرج الوحيد الذي يعرفه في التلفزيون! إنه سمع بأذنيه المخرجة إنعام محمد علي، زوجة المخرج محمد فاضل، وهي ترسم على وجهها علامة دهشة لهذا الموقف نحوه من جانب زوجها وتقول لصديقتها الممثلة «مديحة حمدي»، التي كانت يومئذ تجلس إلى جانبها، «الولد ده ممكن يبقى ممثل ممتاز، أنا شفته في الإسكندرية».
وأيضاً، فإن الممثل رشوان توفيق، أشفق علي محمود عبد العزيز من موقف اليأس الذي وضعه فيه محمد فاضل، فاقترب منه وسأله: إنت عاوز تمثل يا أخ!
فرد عليه محمد فاضل بسرعة: لا، لا!
وتطلع محمود عبد العزيز حوله.
يومها كان التلفزيون في عز بريقه، والدكتور محمد عبد القادر حاتم، وزير الإعلام والثقافة المشرف عليه، يضع فيه كل يوم نهضة فنية مثمرة.
ورأى محمود عبد العزيز عن قرب المخرج نور الدمرداش وهو يملأ الدنيا صراخاً وحيوية قبل أن تدور الكاميرا وتصور مشهداً في مسلسل جديد من إخراجه.
وأيضاً، رأى على مقربة منه الكثيرين من النجوم الذين يراهم على الشاشة الصغيرة!
وتنهد بحسرة.
إذن، فإن الأبواب مغلقة أمامه!
والمخرج الوحيد الذي يعرفه في هذه القلعة التلفزيونية لم يفتح له ولو فسحة أمل صغيرة!
ولأن محمود عبد العزيز آنس في المخرجة إنعام محمد علي حزناً على معاملة زوجها له، فإنه اختارها من بين جميع الموجودين في الغرفة ليسألها: من فضلك يا مدام أروح منين على باب الحديد!
فأجابته برقة وتهذيب: خذ أي تاكسي وهو يوصلك!
ونزل محمود عبد العزيز على سلم التلفزيون حاملاً معه خيبة الأمل.
واتجه إلى محطة سكة الحديد، وركب القطار المتجه إلى الإسكندرية!
ولم تعاوده وهو في الطريق فكرة العودة من جديد إلى معامل النحل!
سألته: إذن، بماذا فكرت!
أجاب: فكرت بالهجرة من مصر!
وبمجرد وصوله إلى الإسكندرية صارح محمود عبد العزيز برغبته في ترك عمله كمعيد في معهد البحوث والهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فثار والده على هذه الفكرة، وعارضها بشدة، خصوصاً وأن الأب كان قد سمع بأن ابنه نجح تماماً في خلايا النحل التي عاش فيها ستة أشهر!
قال الوالد: لا.
ولكن الابن أصر على الهجرة، ولم يعد يذهب إلى عمله في المناحل، بل عاد من جديد إلى القاهرة ليقدم طلب الهجرة إلى القنصلية الأميركية!
وبالصدفة، وقبل أن يتلقَّى الموافقة على الطلب، التقى واحداً من أصدقاء عمره، هو عثمان عسل، وأيضاً التقى الدكتور محمد محمود إبراهيم، الذي كان أول من استقبله عندما جاء إلى معهد البحوث في القاهرة بعدما عين معيداً فيه.
صديقه عثمان عسل قال له: بلاش تسافر يا محمود وتزعل أبوك!
وأجابه: إزاي يا عثمان، أنا ضايع، وأكاد أختنق في جو العمل في المناحل!
ويومها قال له الدكتور محمد محمود إبراهيم: يا عزيزي، سافر، ولكن لا تهاجر!
وسأله: إزاي يا دكتور.
وأجاب الدكتور: سوف أحصل لك على إجازة سنوية اعتيادية، وإجازة لمدة شهرين أو ثلاثة بلا مرتب، وسافر أنت إلى أي مكان تريده، ورفّه عن نفسك، ثم عد إلى بلدك وأهلك!
ووافق محمود عبد العزيز.. وركب الباخرة وليس في جيبه سوى عشرين دولاراً أميركياً.
قلت له: بس؟
أجاب: أيوه بس، لأني لم أطلب أي مبلغ من والدي الذي لم يكن موافقاً على سفري، وأيضاً إنني في هذه الرحلة كنت معتمداً على نفسي، أي أنني كنت سأعمل وأتفسح في نفس الوقت.
وسألته: وكنت وحدك؟
أجاب: لا كان معي صديق اسمه رشدي، وكانت أول محطة لنا في الرحلة هي اليونان، وكنا ننوي أن نكمل الطريق إلى إيطاليا، إلا أنني تعرفت في الباخرة على شاب كان زميلاً لي في كلية الزراعة، فاقترح عليَّ أن أكمل معه الطريق إلى النمسا، وفرش لي البحر بطحينة عندما قال لي إن له أخاً مقيماً في فيينا، وإنه سيرحب بنا ويكرمنا، ويجعل أيامنا هناك كلها حلاوة.
.. ومن جديد تُدق طرْقات المسرح الثلاث، ويكون محمود عبد العزيز قد ارتدى ونحن نتكلم الملابس التي سيمثل بها دوره في الفصل الثاني، وأعود إلى مقعدي في صفوف المتفرجين!
وقلت للنجم الشاب: إذن، عدت من جديد إلى الإسكندرية!
فأجاب: أيوه، وعينت في محطة بحوث الصباحية، وكانت تحت إشرافي مناحل الصالحية، مريوط، النوبارية، برج العرب، ومنحل «البوصيلي» في خط رشيد!
وسألته: لكن.. يعني إيه: منحل!
فأجاب: هو يعني زي ما تقول خلية النحل، أو مزرعة النحل!
قلت: وهل كنت تمارس العمل والدراسة بجد في هذه «المناحل»!
فأجاب: آه، وخصوصاً بعدما عرفت بأنه لا بد من زيارة للنحل مرة كل عشرة أيام، لأنه إذا ترك لوحده بعد هذه الأيام، فربما يهرب، أو يؤذي، وكنت أتنقل بين المناحل القريبة من الإسكندرية على حسابي، أما البعيدة فكنت أحصل من إدارة المعهد على استمارة سفر.
وعدت أسأل محمود عبد العزيز: وهل كنت سعيداً مع النحل؟
أجاب: مش قوي، وكنت أصادف في عملي أشخاصاً من أهل الخبرة والمكانة تعبت من التعامل معهم، وأحسست بأنني أكاد أن أختنق، ولم يعد العمل في مجال النحل يثير حماسي.
وسألت محمود عبد العزيز: وأنت غارق في المناحل.. هل كنت قد نسيت أحلام الفن؟
فأجاب وهو يهز برأسه: نسيت؟ نسيت إزاي؟
وأخذ محمود عبد العزيز نفساً عميقاً من سيجارته، وبدأ يروي لي بأسلوب كاتب سيناريو بارع وموهوب، ما حصل له في أول يوم ذهب فيه إلى عالم فني حقيقي غير عالم المسرح الجامعي!
إن محمود عبد العزيز عندما وجد نفسه في القاهرة، وقد عين معيداً في معهد البحوث، عاودته أحلامه الفنية وتذكر المخرج التلفزيوني محمد فاضل.
وقال في نفسه: اذهب إليه، فهو على الأقل يعرفني، وقد مثلت في مسرحية من إخراجه عندما كنت في الجامعة، ولا بد أنه سيذكرني وسيرحب بي، وسأجد عنده من التشجيع أكثر مما قد أجده عند مخرج لا يعرفني، ولم يسمع باسمي من قبل.
ودخل محمود عبد العزيز مبنى التلفزيون!
ووصل إلى مكتب رقم 113 حيث وجد فيه المخرج محمد فاضل، وكانت معه في مكتبه المخرجة إنعام محمد علي، التي كانت زوجته يومئذ!
وأيضاً، كان مع محمد فاضل وزوجته المخرجتان علية ياسين، وعلوية زكي، والممثل رشوان توفيق، ومساعد المخرج مصطفى كامل!
وحيا محمود عبد العزيز الجميع وصافحهم واحداً واحداً، ثم اقترب من المخرج محمد فاضل وقال له هامساً!
أنا خلاص يا أستاذ فاضل خلصت الكلية.. وتخرجت!
فقال له ببرود: مبروك!
فعاد محمود عبد العزيز يقول له: وأنا دلوقت عاوز أمثل.
فأجاب المخرج بدهشة: تمثل؟ تمثل إيه؟
فأجابه: أمثل أي أدوار، وأنت عارفني يا أستاذ فاضل من أيام مسرح الجامعة، ومثلت في روايتين من إخراجك!
وبنفس البرود رد عليه محمد فاضل: صعب.
فقال له محمود عبد العزيز: إذن، أدخل معهد دار الفنون المسرحية وأمثل في نفس الوقت!
وأيضاً أجابه بالرفض المخرج الذي قال: مدة الدراسة في المعهد أربع سنين.. مين حيصرف عليك المدة دي!
ورد محمود عبد العزيز: يا أستاذ فاضل، أنا مستعد أتوظف هنا في مصر وأمثل في نفس الوقت.
فقال له وكأنه يحسم الموقف: ممنوع الجمع بين وظيفتين!
واسودت الدنيا في عيني الشاب الجامعي الطامح إلى أن يكون ممثلاً وهو يجابه بكلمة «لا» عدة مرات، ومن المخرج الوحيد الذي يعرفه في التلفزيون! إنه سمع بأذنيه المخرجة إنعام محمد علي، زوجة المخرج محمد فاضل، وهي ترسم على وجهها علامة دهشة لهذا الموقف نحوه من جانب زوجها وتقول لصديقتها الممثلة «مديحة حمدي»، التي كانت يومئذ تجلس إلى جانبها، «الولد ده ممكن يبقى ممثل ممتاز، أنا شفته في الإسكندرية».
وأيضاً، فإن الممثل رشوان توفيق، أشفق علي محمود عبد العزيز من موقف اليأس الذي وضعه فيه محمد فاضل، فاقترب منه وسأله: إنت عاوز تمثل يا أخ!
فرد عليه محمد فاضل بسرعة: لا، لا!
وتطلع محمود عبد العزيز حوله.
يومها كان التلفزيون في عز بريقه، والدكتور محمد عبد القادر حاتم، وزير الإعلام والثقافة المشرف عليه، يضع فيه كل يوم نهضة فنية مثمرة.
ورأى محمود عبد العزيز عن قرب المخرج نور الدمرداش وهو يملأ الدنيا صراخاً وحيوية قبل أن تدور الكاميرا وتصور مشهداً في مسلسل جديد من إخراجه.
وأيضاً، رأى على مقربة منه الكثيرين من النجوم الذين يراهم على الشاشة الصغيرة!
وتنهد بحسرة.
إذن، فإن الأبواب مغلقة أمامه!
والمخرج الوحيد الذي يعرفه في هذه القلعة التلفزيونية لم يفتح له ولو فسحة أمل صغيرة!
ولأن محمود عبد العزيز آنس في المخرجة إنعام محمد علي حزناً على معاملة زوجها له، فإنه اختارها من بين جميع الموجودين في الغرفة ليسألها: من فضلك يا مدام أروح منين على باب الحديد!
فأجابته برقة وتهذيب: خذ أي تاكسي وهو يوصلك!
ونزل محمود عبد العزيز على سلم التلفزيون حاملاً معه خيبة الأمل.
واتجه إلى محطة سكة الحديد، وركب القطار المتجه إلى الإسكندرية!
ولم تعاوده وهو في الطريق فكرة العودة من جديد إلى معامل النحل!
سألته: إذن، بماذا فكرت!
أجاب: فكرت بالهجرة من مصر!
وبمجرد وصوله إلى الإسكندرية صارح محمود عبد العزيز برغبته في ترك عمله كمعيد في معهد البحوث والهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فثار والده على هذه الفكرة، وعارضها بشدة، خصوصاً وأن الأب كان قد سمع بأن ابنه نجح تماماً في خلايا النحل التي عاش فيها ستة أشهر!
قال الوالد: لا.
ولكن الابن أصر على الهجرة، ولم يعد يذهب إلى عمله في المناحل، بل عاد من جديد إلى القاهرة ليقدم طلب الهجرة إلى القنصلية الأميركية!
وبالصدفة، وقبل أن يتلقَّى الموافقة على الطلب، التقى واحداً من أصدقاء عمره، هو عثمان عسل، وأيضاً التقى الدكتور محمد محمود إبراهيم، الذي كان أول من استقبله عندما جاء إلى معهد البحوث في القاهرة بعدما عين معيداً فيه.
صديقه عثمان عسل قال له: بلاش تسافر يا محمود وتزعل أبوك!
وأجابه: إزاي يا عثمان، أنا ضايع، وأكاد أختنق في جو العمل في المناحل!
ويومها قال له الدكتور محمد محمود إبراهيم: يا عزيزي، سافر، ولكن لا تهاجر!
وسأله: إزاي يا دكتور.
وأجاب الدكتور: سوف أحصل لك على إجازة سنوية اعتيادية، وإجازة لمدة شهرين أو ثلاثة بلا مرتب، وسافر أنت إلى أي مكان تريده، ورفّه عن نفسك، ثم عد إلى بلدك وأهلك!
ووافق محمود عبد العزيز.. وركب الباخرة وليس في جيبه سوى عشرين دولاراً أميركياً.
قلت له: بس؟
أجاب: أيوه بس، لأني لم أطلب أي مبلغ من والدي الذي لم يكن موافقاً على سفري، وأيضاً إنني في هذه الرحلة كنت معتمداً على نفسي، أي أنني كنت سأعمل وأتفسح في نفس الوقت.
وسألته: وكنت وحدك؟
أجاب: لا كان معي صديق اسمه رشدي، وكانت أول محطة لنا في الرحلة هي اليونان، وكنا ننوي أن نكمل الطريق إلى إيطاليا، إلا أنني تعرفت في الباخرة على شاب كان زميلاً لي في كلية الزراعة، فاقترح عليَّ أن أكمل معه الطريق إلى النمسا، وفرش لي البحر بطحينة عندما قال لي إن له أخاً مقيماً في فيينا، وإنه سيرحب بنا ويكرمنا، ويجعل أيامنا هناك كلها حلاوة.
.. ومن جديد تُدق طرْقات المسرح الثلاث، ويكون محمود عبد العزيز قد ارتدى ونحن نتكلم الملابس التي سيمثل بها دوره في الفصل الثاني، وأعود إلى مقعدي في صفوف المتفرجين!