آخر اعترافات زبيدة ثروت «3» / وعرفت بعد فوات الأوان أن عبد الحليم حافظ طلبها للزواج!
كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1985:
لم يحدث أن كان للزواج تأثير فعلي على بريق وتألق أية نجمة سينمائية عربية، سواء أكان زواجاً هانئاً مستقراً، أم قلقاً وتعيساً، مثلما كان له على نجومية حلوة العينين والوجه والابتسامة زبيدة ثروت.
إن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عانت من إخفاق تجربتي زواج في حياتها: الأولى مع المخرج عز الدين ذو الفقار، والثانية مع النجم الممثل عمر الشريف، ومع ذلك فلم تؤثر هذه المعاناة لا على تألق اسمها ولا ازدياد بريق نجوميتها.
والنجمة المطربة صباح بقيت وما زالت فنانة ناجحة لامعة بالرغم من فشل ست زيجات لها مع نجيب الشماس، أنور منسي أحمد فراج، رشدي أباظة، جو حمود، وسيم طبارة.
وأيضاً، فإن صدمات النجمة المطربة شادية بعدم استقرار زيجات ثلاث لها مع: النجم الراحل عماد حمدي، المهندس عزيز فتحي، والممثل صلاح ذو الفقار لم تنعكس أبداً على حياتها الفنية، بل ظلت هي المطربة والممثلة التي تجسّد الإشراق والفرح وخفة الظل، سواء على الشاشة السينمائية، أو فوق خشبة المسرح. ولكن الأمر بالنسبة للنجمة زبيدة ثروت كان على العكس تماماً.
صحيح أنها لم تتزوج سوى مرتين، ولكن الزواج كان يحدث في حياتها قلقاً يشغلها عن عملها، أو يجعلها تنقطع تماماً عن العالم الفني وبالطبع فإن البعيد عن العين هو بعيد عن القلب، وقد كان لابد من أن يؤدي ابتعاد زبيدة ثروت عن عيون الجماهير إلى نسيانها والتحوّل بالتصفيق والإعجاب إلى ممثلة غيرها.
وأول من تزوجته الشابة الحلوة العينين هو ضابط بحري مثل والدها، واسمه: إيهاب الأزهري، وربما كان حماسها للزواج منه هو رغبتها في أن ترفع عنها القسوة التي كان يعاملها بها والدها والديكتاتورية التي كان يدير بها أعمالها.
إن الذي حدث هو أن ظهور زبيدة ثروت في عالم السينما تزامن مع إحالة والدها على المعاش في أول سنوات الثورة المصرية، وكان ما زال في سن الأربعين، ومن هنا أتيحت الفرصة للوالد اللواء البحري أن يتفرغ تماماً لشؤون ابنته الممثلة وأن يوقع هو بالنيابة عنها كل العقود السينمائية، باعتبار أنها كانت ما زالت قاصراً، ولأنه هو صاحب السلطان على ابنته التي أصبحت نجمة. فقد كان هو الذي يقرر كل شيء بالنسبة للأعمال السينمائية التي تعرض عليها، فيقبل منها ما يروق له، ويرفض ما لا يعجبه أو يدخل في مزاجه.
ولم يستمر زواج زبيدة ثروت الأول من الضابط البحري لأن والدها لم يكن يريد له أن يستمر، وعادت حلوة العينين إلى العمل من جديد، وتحت مظلة والدها التي كانت تحجب عنها حرية إبداء الرأي في أي شأن من شؤونها، سواء أكان شخصياً أم فنياً.
وعلى سبيل المثال، فإن الموسيقار الراحل فريد الأطرش رشح زبيدة ثروت في بداية الخمسينات لتمثيل دور البطولة أمامه في فيلم جديد وأعلن هو عن ذلك في الصحف. وكان سعيداً لأنه وجد القصة التي تناسبها وتناسبه، ويومها لم تكن مظاهر التعب قد بدت على وجه الموسيقار الراحل ولا إجهاد القلب قد ترك التجاعيد على وجهه.
ولكن أمير البحر قال: لا..
وسألته ابنته النجمة زبيدة ثروت:
• ليه يا بابا؟؟ إن كل ممثلة في مصر، تتمنى أن تمثل دور البطولة في فيلم من أفلام فريد الأطرش!.
وردّ الوالد بحزم عسكري!.
- لا.. ما فيش؟ الراجل ده ما يعرفش قيمتك.
وزبيدة ثروت حتى الآن تنفجر ضاحكة كلما تذكرت هذه الحكاية.
وأسألها:
• يعني إيه! ماذا كان يقصد والدك بقوله: الراجل ده ما يعرفش قيمتك؟
أجابت:
- يقصد حاجة غير معقولة
وبفضول أسألها:
• وما هي؟
وتقول زبيدة ثروت:
- تصور أن والدي اشترط أن يوضع اسمي في إعلانات الفيلم قبل اسم فريد الأطرش، وكان من الطبيعي أن يرفض الموسيقار الكبير والمشهور، وصاحب المكانة الكبيرة، هذا الشرط، بل أنني أنا التي اعترضت عليه، وقلت لوالدي إن الذي يطلبه ويشترطه لظهوري في فيلم فريد الأطرش هو غير معقول، ولكنه صمّم على رأيه، وهكذا خسرت إحدى فرص العمر.
• ولكنك عوضتها.
فضحكت وقالت:
- ولكن متى .. بعد أكثر من عشر سنين
أسألها:
• هل كنت دائماً على خلاف في الرأي مع والدك؟
قالت:
- دائماً، لأنه كان يرى مصلحتي من وجهة نظره الخاصة، وكثيراً ما كانت نظرته إلى أي أمر يخصني فنياً أو حتى شخصياً تختلف عن نظرتي أنا، ولكنني كنت أطيعه.
وهنا تذكرت أمراً..
وسألت عنه زبيدة ثروت..
قلت لها:
• هل أن والدك قد اشترط عندما وقع عقداً لتمثيلك فيلم «يوم من عمري» أن يوضع اسمك قبل اسم عبد الحليم حافظ!.
فضحكت وقالت:
- لا.. وإذا سألتني عن السبب، فأنا أجيبك بأن نجاح فيلم “يوم من عمري” وما نلته أنا من شهرة بعد تمثيله، هو الذي جعل والدي يتصوّر أن مكانتي السينمائية أصبحت أهم من فريد الأطرش.
وأمير البحر اللواء أحمد ثروت كان يرافق ابنته النجمة اللامعة إلى الاستديو كلما ذهبت إليه لتمثّل أي فيلم، لأنه كان يخشى من أن يلعب أحد بعقلها من النجوم الذين تمثل معهم، خصوصاً وأنه كان يرى في عيني الكثيرين منهم النهم على حسنها وجمالها..
وفعلاً، فإن زبيدة ثروت كانت هدف أنظار الكثيرين.
ودائماً، وما بين السطور في الصحف والمجلات كانت تتردد همساً توقعات عن قرب زواجها بالنجم الفلاني، أو الغرام الذي تعلنه عيناها نحو النجم.. العلتاني.
وما كان أكثر العشاق من حول زبيدة ثروت..
واسألها قائلاً:
• كلهم كانوا يحبون القمر.. ولكن القمر كان بيحب مين؟
فابتسمت للإطراء وقالت:
إذا كان العديد من نجوم السينما الشبان قد أشيعت قصص حب كاذبة بيني وبينهم، فإن هذا لا يعدو أن يكون شيئاً طبيعياً بالنسبة إلى أي ممثلة شابة ومشهورة، والواقع أن الصحافة كانت تفسر أي ابتسامة أتبادلها مع زميل دليلاً على أنني أحبه أو يحبني، ومرة صافحت أحد الزملاء في الاستديو، وكنا نمثل فيلماً معاً، وطالت المصافحة قليلاً ونحن نتحدث، فلم أدر إلا ونظرات عديدة لها معنى ترتسم على وجه كل من كانوا في الاستديو..
وعدت أسألها:
• يعني.. القمر ما كانش بيحب حد..
فأجابت ضاحكة:
- حب بالمعنى الصحيح؟؟ لأ.. ولكن كنت شديدة الإعجاب بالعندليب الراحل عبد الحليم حافظ.
قلت:
• كان ذلك الإعجاب قبل أن تلتقي مع عبد الحليم في فيلم «يوم من عمري»؟
فأجابت:
- قبل ذلك بكثير، بل إنني كنت من المعجبات بعبد الحليم قبل أن أره أو أتعرف به شخصياً.
• وبعد هذا الإعجاب الذي استمر سنوات على ما فهمته منك، التقيت بالعندليب أمام الكاميرا السينمائية فهل ازداد إعجابك به أم تضاءل؟
وردت بصراحة وسعادة أيضاً:
- بل ازداد أكثر، أنني أحببت عبد الحليم حافظ لأنه كان إنساناً رقيقاً وظريفاً وفيه كل المزايا التي تجعله محبوباً، وأيضاً فإنه كفنان كان يتعاون بصدق وإخلاص مع كل العاملين معه في الفيلم.
وسألتها إيضاحاً:
• هل كنت متزوجة عندما مثلت مع عبد الحليم حافظ في فيلم «يوم من عمري»
أجابت:
- لا
قلت:
• يومها، هل كنت تتمنين أن يكون عبد الحليم حافظ زوجاً لك؟
وردت بكل صراحة:
- طبعاً، وأي بنت في سني يومئذ كانت تتمنى لو تزوجت عبد الحليم.
• ولكن هل أن عبد الحليم حافظ عندما وقف ليمثل أحد أجمل أدواره السينمائية أمام زبيدة ثروت في فيلم «يوم من عمري» كان يحب هذه الفتاة الساحرة العينين، المليحة الوجه، والتي لو كانت أطول مما هي عليه بسنتيمترات قليلة لكانت إحدى أشهر الجميلات، بل وفي مقدمتهن، أقول: هل أن عبد الحليم كان يبادل زبيدة ثروت عواطفها، أو يبادلها الإعجاب؟
إن الصديق المخرج عاطف سالم، الذي اخرج فيلم «يوم من عمري» قال لي ذات يوم بأنه من شدة اندماج عبد الحليم حافظ بالدور الذي مثّله، والصدق الذي كان يتسّم به تمثيله في المشاهد التي كانت تجمع بينه وبين زبيدة ثروت، كان يخيل ليس إلى المخرج فقط، بل إلى جميع العاملين في الفيلم بأن الحب على أشده بين العندليب والنجمة الحسناء، وأنه ليس مستبعداً أن يتم بينهما الزواج حتى قبل تصوير اللقطة الأخيرة من الفيلم. والخبر اليقين لابد وأن يكون عندها
لم يحدث أن كان للزواج تأثير فعلي على بريق وتألق أية نجمة سينمائية عربية، سواء أكان زواجاً هانئاً مستقراً، أم قلقاً وتعيساً، مثلما كان له على نجومية حلوة العينين والوجه والابتسامة زبيدة ثروت.
إن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عانت من إخفاق تجربتي زواج في حياتها: الأولى مع المخرج عز الدين ذو الفقار، والثانية مع النجم الممثل عمر الشريف، ومع ذلك فلم تؤثر هذه المعاناة لا على تألق اسمها ولا ازدياد بريق نجوميتها.
والنجمة المطربة صباح بقيت وما زالت فنانة ناجحة لامعة بالرغم من فشل ست زيجات لها مع نجيب الشماس، أنور منسي أحمد فراج، رشدي أباظة، جو حمود، وسيم طبارة.
وأيضاً، فإن صدمات النجمة المطربة شادية بعدم استقرار زيجات ثلاث لها مع: النجم الراحل عماد حمدي، المهندس عزيز فتحي، والممثل صلاح ذو الفقار لم تنعكس أبداً على حياتها الفنية، بل ظلت هي المطربة والممثلة التي تجسّد الإشراق والفرح وخفة الظل، سواء على الشاشة السينمائية، أو فوق خشبة المسرح. ولكن الأمر بالنسبة للنجمة زبيدة ثروت كان على العكس تماماً.
صحيح أنها لم تتزوج سوى مرتين، ولكن الزواج كان يحدث في حياتها قلقاً يشغلها عن عملها، أو يجعلها تنقطع تماماً عن العالم الفني وبالطبع فإن البعيد عن العين هو بعيد عن القلب، وقد كان لابد من أن يؤدي ابتعاد زبيدة ثروت عن عيون الجماهير إلى نسيانها والتحوّل بالتصفيق والإعجاب إلى ممثلة غيرها.
وأول من تزوجته الشابة الحلوة العينين هو ضابط بحري مثل والدها، واسمه: إيهاب الأزهري، وربما كان حماسها للزواج منه هو رغبتها في أن ترفع عنها القسوة التي كان يعاملها بها والدها والديكتاتورية التي كان يدير بها أعمالها.
إن الذي حدث هو أن ظهور زبيدة ثروت في عالم السينما تزامن مع إحالة والدها على المعاش في أول سنوات الثورة المصرية، وكان ما زال في سن الأربعين، ومن هنا أتيحت الفرصة للوالد اللواء البحري أن يتفرغ تماماً لشؤون ابنته الممثلة وأن يوقع هو بالنيابة عنها كل العقود السينمائية، باعتبار أنها كانت ما زالت قاصراً، ولأنه هو صاحب السلطان على ابنته التي أصبحت نجمة. فقد كان هو الذي يقرر كل شيء بالنسبة للأعمال السينمائية التي تعرض عليها، فيقبل منها ما يروق له، ويرفض ما لا يعجبه أو يدخل في مزاجه.
ولم يستمر زواج زبيدة ثروت الأول من الضابط البحري لأن والدها لم يكن يريد له أن يستمر، وعادت حلوة العينين إلى العمل من جديد، وتحت مظلة والدها التي كانت تحجب عنها حرية إبداء الرأي في أي شأن من شؤونها، سواء أكان شخصياً أم فنياً.
وعلى سبيل المثال، فإن الموسيقار الراحل فريد الأطرش رشح زبيدة ثروت في بداية الخمسينات لتمثيل دور البطولة أمامه في فيلم جديد وأعلن هو عن ذلك في الصحف. وكان سعيداً لأنه وجد القصة التي تناسبها وتناسبه، ويومها لم تكن مظاهر التعب قد بدت على وجه الموسيقار الراحل ولا إجهاد القلب قد ترك التجاعيد على وجهه.
ولكن أمير البحر قال: لا..
وسألته ابنته النجمة زبيدة ثروت:
• ليه يا بابا؟؟ إن كل ممثلة في مصر، تتمنى أن تمثل دور البطولة في فيلم من أفلام فريد الأطرش!.
وردّ الوالد بحزم عسكري!.
- لا.. ما فيش؟ الراجل ده ما يعرفش قيمتك.
وزبيدة ثروت حتى الآن تنفجر ضاحكة كلما تذكرت هذه الحكاية.
وأسألها:
• يعني إيه! ماذا كان يقصد والدك بقوله: الراجل ده ما يعرفش قيمتك؟
أجابت:
- يقصد حاجة غير معقولة
وبفضول أسألها:
• وما هي؟
وتقول زبيدة ثروت:
- تصور أن والدي اشترط أن يوضع اسمي في إعلانات الفيلم قبل اسم فريد الأطرش، وكان من الطبيعي أن يرفض الموسيقار الكبير والمشهور، وصاحب المكانة الكبيرة، هذا الشرط، بل أنني أنا التي اعترضت عليه، وقلت لوالدي إن الذي يطلبه ويشترطه لظهوري في فيلم فريد الأطرش هو غير معقول، ولكنه صمّم على رأيه، وهكذا خسرت إحدى فرص العمر.
• ولكنك عوضتها.
فضحكت وقالت:
- ولكن متى .. بعد أكثر من عشر سنين
أسألها:
• هل كنت دائماً على خلاف في الرأي مع والدك؟
قالت:
- دائماً، لأنه كان يرى مصلحتي من وجهة نظره الخاصة، وكثيراً ما كانت نظرته إلى أي أمر يخصني فنياً أو حتى شخصياً تختلف عن نظرتي أنا، ولكنني كنت أطيعه.
وهنا تذكرت أمراً..
وسألت عنه زبيدة ثروت..
قلت لها:
• هل أن والدك قد اشترط عندما وقع عقداً لتمثيلك فيلم «يوم من عمري» أن يوضع اسمك قبل اسم عبد الحليم حافظ!.
فضحكت وقالت:
- لا.. وإذا سألتني عن السبب، فأنا أجيبك بأن نجاح فيلم “يوم من عمري” وما نلته أنا من شهرة بعد تمثيله، هو الذي جعل والدي يتصوّر أن مكانتي السينمائية أصبحت أهم من فريد الأطرش.
وأمير البحر اللواء أحمد ثروت كان يرافق ابنته النجمة اللامعة إلى الاستديو كلما ذهبت إليه لتمثّل أي فيلم، لأنه كان يخشى من أن يلعب أحد بعقلها من النجوم الذين تمثل معهم، خصوصاً وأنه كان يرى في عيني الكثيرين منهم النهم على حسنها وجمالها..
وفعلاً، فإن زبيدة ثروت كانت هدف أنظار الكثيرين.
ودائماً، وما بين السطور في الصحف والمجلات كانت تتردد همساً توقعات عن قرب زواجها بالنجم الفلاني، أو الغرام الذي تعلنه عيناها نحو النجم.. العلتاني.
وما كان أكثر العشاق من حول زبيدة ثروت..
واسألها قائلاً:
• كلهم كانوا يحبون القمر.. ولكن القمر كان بيحب مين؟
فابتسمت للإطراء وقالت:
إذا كان العديد من نجوم السينما الشبان قد أشيعت قصص حب كاذبة بيني وبينهم، فإن هذا لا يعدو أن يكون شيئاً طبيعياً بالنسبة إلى أي ممثلة شابة ومشهورة، والواقع أن الصحافة كانت تفسر أي ابتسامة أتبادلها مع زميل دليلاً على أنني أحبه أو يحبني، ومرة صافحت أحد الزملاء في الاستديو، وكنا نمثل فيلماً معاً، وطالت المصافحة قليلاً ونحن نتحدث، فلم أدر إلا ونظرات عديدة لها معنى ترتسم على وجه كل من كانوا في الاستديو..
وعدت أسألها:
• يعني.. القمر ما كانش بيحب حد..
فأجابت ضاحكة:
- حب بالمعنى الصحيح؟؟ لأ.. ولكن كنت شديدة الإعجاب بالعندليب الراحل عبد الحليم حافظ.
قلت:
• كان ذلك الإعجاب قبل أن تلتقي مع عبد الحليم في فيلم «يوم من عمري»؟
فأجابت:
- قبل ذلك بكثير، بل إنني كنت من المعجبات بعبد الحليم قبل أن أره أو أتعرف به شخصياً.
• وبعد هذا الإعجاب الذي استمر سنوات على ما فهمته منك، التقيت بالعندليب أمام الكاميرا السينمائية فهل ازداد إعجابك به أم تضاءل؟
وردت بصراحة وسعادة أيضاً:
- بل ازداد أكثر، أنني أحببت عبد الحليم حافظ لأنه كان إنساناً رقيقاً وظريفاً وفيه كل المزايا التي تجعله محبوباً، وأيضاً فإنه كفنان كان يتعاون بصدق وإخلاص مع كل العاملين معه في الفيلم.
وسألتها إيضاحاً:
• هل كنت متزوجة عندما مثلت مع عبد الحليم حافظ في فيلم «يوم من عمري»
أجابت:
- لا
قلت:
• يومها، هل كنت تتمنين أن يكون عبد الحليم حافظ زوجاً لك؟
وردت بكل صراحة:
- طبعاً، وأي بنت في سني يومئذ كانت تتمنى لو تزوجت عبد الحليم.
• ولكن هل أن عبد الحليم حافظ عندما وقف ليمثل أحد أجمل أدواره السينمائية أمام زبيدة ثروت في فيلم «يوم من عمري» كان يحب هذه الفتاة الساحرة العينين، المليحة الوجه، والتي لو كانت أطول مما هي عليه بسنتيمترات قليلة لكانت إحدى أشهر الجميلات، بل وفي مقدمتهن، أقول: هل أن عبد الحليم كان يبادل زبيدة ثروت عواطفها، أو يبادلها الإعجاب؟
إن الصديق المخرج عاطف سالم، الذي اخرج فيلم «يوم من عمري» قال لي ذات يوم بأنه من شدة اندماج عبد الحليم حافظ بالدور الذي مثّله، والصدق الذي كان يتسّم به تمثيله في المشاهد التي كانت تجمع بينه وبين زبيدة ثروت، كان يخيل ليس إلى المخرج فقط، بل إلى جميع العاملين في الفيلم بأن الحب على أشده بين العندليب والنجمة الحسناء، وأنه ليس مستبعداً أن يتم بينهما الزواج حتى قبل تصوير اللقطة الأخيرة من الفيلم. والخبر اليقين لابد وأن يكون عندها