"جيري لويس" يقول لــ"الموعد": أنا و"دين مارتن" جعلنا الناس تنسى أهوال الحرب العالمية الثانية من خلال الأفلام
· هذا ما قاله لي "سيسيل دي ميل"
· عندما أحزن أذهب إلى المقابر
· استضافني "شارلي شابلن" في منزله في سويسرا أسبوعين وخرجت منه بكمية كبيرة من المعلومات عن الفن
· أهم رئيس أميركي بنظري هو "جون كينيدي"
وصل "جيري لويس" إلى مكان اللقاء تسانده عصاه لمساعدته في السير، فكان يبدو عليه التعب والتقدّم بالعمر، وهو الآن قد تعدى سن التسعين ببضعة أشهر، ولكنه ما زال قوي الملاحظة والانتباه، وذاكرته ما زالت على ما يبدو قوية على الأقل بالنسبة للأحداث المهمة التي مرّت في حياته، وهو في حديثه معي يروي قصص حياته وعلاقته بالاستوديوهات ويتحدث عن زملائه من الممثلين خصوصاً "دين مارتن" "Dean Martin" الذي شاركه التمثيل في عدة أفلام في بداية حياته السينمائية، ولو أنه معروف أنهما بعد حوالي عشرة أعوام من الصداقة، والزمالة في التمثيل، ابتعدا عن بعض ولم يكن بينهما أي اتصال لمدة كبيرة، ولكنه في المقابلة أثنى على "دين مارتن" وقال متذكراً بدايته:
"كان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 وكان العالم يريد أن يضحك فكنت وزميلي "دين مارتن" المتنفس الذي يجعل الناس تنسى الحرب وأهوالها فكانت هذه هي الفرصة الفريدة لنا أن نقوم بهذه المهمة وأعتقد أننا نجحنا في ذلك إلى حد كبير".
وتحدث عن قائلاً عن "دين مارتن":
"أننا كنا مجموعة قوية أهم هدفها هو أن نجعل الجمهور يضحك - ثم استطرد قائلاً هذا ما قاله لي "سيسيل دي ميل" "Cecil B. DeMille" المخرج العالمي وكان مكتبه ملاصقاً لمكتبي في استوديو "بارامونت" قال لي "إذا قدمت أفلاماً مُسلية للجمهور فذلك هو النجاح"، ثم قال لي "إذا لا يمكنك أن تقدم فيلماً مسلياً فالأفضل أن لا تقدم شيئاً على الإطلاق" وهنا قلت لنفسي يجب أن أقدم فيلماً أولاً حتى أعرف إذا كان الجمهور سيعجبه أم لا!!
وتابع جيري لويس قائلاً:
"أنا الآن في سن التسعين من عمري وكل ما يعجبني في الحياة هو أن أكون سعيداً بعملي، قبل ذلك في حياتي كنت أستطيع أن أسمع وأرى وأسير، والآن لا أستطيع أن أسمع جيداً أو أرى جيداً أو حتى أن أسير بدون عصا لتساندني، هذا هو الثمن الذي يجب أن أدفعه لكي أبقى على الأرض، وأنا لا أبالي بما سيحدث غداً في المستقبل ولكني الآن أتمتع بالعمل في أفلام أرجو أن يراها الجمهور ويقبلها كتسلية لطيفة ممتعة .
وقلت له:
ماذا تريد أن يتذكرك الجمهور بعد عمر طويل؟
قال: "أنا لا أهتم بماذا سيتذكرني الجمهور بل أهتم بما أنا أشعر به الآن وهو الأمر الأهم، أهتم بأن أكون سعيداً الآن، أهتم بأن أفرح إذا قدمت أفلاماً تعجب الجمهور الآن وليس في المستقبل، هذا هو ما يهمني أريد أن أعيش حياة مليئة بالفرح، بعد ذلك لا أهمية إطلاقاً بالنسبة لي بما سيحدث.
وسألته:
عندما تكون في حالة نفسية سيئة وحزين ماذا تفعل لكي تخرج من هذا الوضع الذي يجعلك تريد أن تروّح عن نفسك؟
فقال: "في هذه الحالة أذهب إلى المدافن وأحمد ربنا أني ما زلت هنا على الأرض وليس تحتها
وسألته:
عندما جئت إلى هوليوود للمرة الأولى ماذا أبهرك؟
فقاطعني وقال: "مارين مونرو" عارية (هذا هو ما قاله بالحرف الواحد "Marlyn Monro naked" نعم هذا هو رده بالإنجليزية!)
وسألته عن الشخصيات في هوليوود التي يحب أن يذكرها لنا وعن مقابلاته معها فقال: "أحسن شخصية في هوليوود وعالم السينما قابلتها بالصدفة وهو ما حدث لي عندما كنت في مطعم وطلب مني شخص أن أقابل زبون في المطعم فذهبت معه وكان هناك "شارلي شابلن" Charlie Chaplin، وعندما حاولت أن أسلم عليه كانت يدي ترتعش وأمضيت حوالي ساعتين معه في المطعم نتحدث عن مواضيع مختلفة عن السينما، ثم دعاني للذهاب إلى منزله في سويسرا وأمضيت هناك أسبوعين معه وقد خرجت من هذا المنزل مُتعلماً تعليماً كبيراً عن أشياء كثيرة خصوصاً بالنسبة للفكاهة وفن السينما، والغريب في ذلك هو أني لاحظت كثيراً من الأشياء في منزله تضاهي العديد من الأشياء التي أحتفظ بها في منزلي وعند خروجي من منزله أهداني نسخة من فيلمه "Modern Times" وهي عندي حتى الآن أحتفظ بها في مكان آمن فهي كنز بالنسبة لي.
ثم استمر في الحديث إلى أن قال أنه قابل أهم وأحسن رئيس جمهورية وهو الرئيس الراحل "جون كينيدي" John Kennedy وهو أمضى معه وقتاً طويلاً وقال أنه كان صديقه لمدة طويلة حتى يوم وفاته وقال أن "كينيدي" كان يحب السينما والأفلام وتحدث معه كثيراً على الفن وقال: "أحترم هذا الرجل احتراما كبيراً".
هوليوود- جورج دوس