شارع النجوم / النجم المتعدد المواهب و.. الحكايات «13»
فنانون: سمير صبري
حديث الذكريات بين محمد بديع سربيه وسمير صبري

النجم المتعدد المواهب و.. الحكايات «13»

قرار من رئيس الجمهورية أنقذ سمير صبري من الحصار والمقاطعة!

كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1990:

كان ضيوف سمير صبري في سهرة ذكرى ميلاده ما زالوا يتوافدون وكنت معه في قاعة جانبية, بعد أن أصر على أن يكمل لي حكاية الأزمة التي انفجرت ضد برنامجه التلفزيوني «النادي الدولي» لمجرد أن الفنانة فيفي عبده, قالت في إحدى فقراته إنها من مواليد بلدة «ميت أبو الكوم» التي ولد فيها الرئيس أنور السادات.
ويومها كان في لندن..
ونصحه الكاتب الكبير مصطفى أمين بالعودة الى مصر ومواجهة أعدائه بالابتسام, خصوصاً وأن الإشاعات كانت قد انتشرت في كل صالونات مصر بأن سمير صبري معتقل في سجن «بني سويف».

وقلت للنجم المتعدد المواهب:
• وكنت ما زلت في لندن فما الذي فعلته؟

- فأجاب:
«أنا كنت متردداً في العودة الى مصر, وخشيت أن تكون إشاعة اعتقالي في سجن «بني سويف» بمثابة تمهيد لاعتقالي فعلاً, خصوصاً بعد أن اتهمت بأنني ضد معاهدة «كمب دايفيد».
ويومها كاد والدي في مصر أن يصاب بالجنون, فذهب الى صديقيه المهندس عثمان أحمد عثمان, ورئيس مجلس الشعب السابق سيّد مرعي, وعرض عليهما الأمر, فقالا له, وهما من المقربين الى الرئيس أنور السادات وأقربائه أيضاً: ليعد ابنك الى مصر, وبمجرد أن يقابل الرئيس سوف يصفح عنه ويعيده الى التلفزيون.

وطار والدي الى لندن ليخبرني بما سمعه منهما, فقلت له:
• اذن, سأسافر معك!
وفعلاً عدت الى القاهرة مع والدي, وقد عاهدت نفسي على عدم العودة الى العمل في التلفزيون!.

وفي اليوم التالي لوصولي ذهبت الى مبنى جريدة «الأهرام» وأعطيت الصحفية آمال بكير صورة لي من المسلسل الذي مثّلته في لندن, لكي تنشرها مع خبر عودتي الى مصر, إلا أنها فاجأتني بقولها:
- صورك ممنوع نشرها بأمر من رئاسة الجمهورية.
وخرجت يومها من جريدة «الأهرام» الى بيت الرئيس أنور السادات في الجيزة, وقابلت السيدة همت مصطفى. وكانت هي المسؤولة في الرئاسة قبل أن تنتقل الى التلفزيون وتصبح رئيسة له.
وفور دخولي الى مكتبها ابتسمت السيدة همت مصطفى وأخرجت من أحد الملفات ورقة وقالت لي:
- ده قرار جمهوري وقّعه الرئيس أنور السادات اليوم بإعادة برنامجك «النادي الدولي» الى التلفزيون ولازم تقدّمه هذا الأسبوع.

فقلت لها:
• ازاي ارجع للتلفزيون بعدما لطخوا سمعتي!.

فأجابت:
- دلوقت الحال تغيّر في التلفزيون, ذهب الوزير عبد المنعم الصاوي, وجاء مكانه الوزير منصور حسن!.
... واستراح سمير صبري لحظة, ثم ذهب الى قاعة «الرحاب» الكبيرة ليستقبل بعض الضيوف «المهمين» وقال لي:
- عندنا نصف ساعة يمكن أن نكمل فيها الحديث... أو ما يمكن منه!

وقلت له:
• أذكر أنني في تلك الفترة سمعت بأن علاقتك بوزير الثقافة والإعلام الجديد, وقتئذ, كانت قوية جداً, فلماذا؟

فأجاب:
- الحقيقة أن منصور حسن وزير الثقافة والإعلام, والذي شغل المنصب بعد عبد المنعم الصاوي, كان زميلي في كلية «فيكتوريا» لكنه من دفعة تسبقني بسنوات قليلة, وطبعاً هو عضو في رابطة خريجي هذه المدرسة, ورئيس الرابطة في الاسكندرية

كان المحامي أدهم النقيب, وكان متزوجاً من الملكة ناريمان, وهو دفعة المخرج السينمائي يوسف شاهين, وللرابطة أيضاً فرع في لندن أسسه كمال أدهم وعدنان خاشقجي, وفي القاهرة مديرها الحالي أحمد النحاس, مدير فندق «هيلتون رمسيس»..
سألته:
• وهل اللقاء بين أبناء الرابطة مستمر الى الآن؟

فأجاب:
- طبعاً, ونحن نتقابل في يوم الأربعاء الأول من كل شهر, على الغداء أو العشاء, في فندق «هيلتون رمسيس» مقابل خمسة جنيهات فقط, وهو مجرد لقاء عادي, يتعرف فيه كل شخص على أخبار زملائه القدامى, ومن حق كل شخص أن يطلب من الآخر ما يريده, وفي الوقت نفسه نحاول معرفة أخبار مدرستنا ونؤلف من بيننا وفوداً لزيارتها ومحاولة حل أية مشكلة تظهر في أي فرع من فروع المدرسة.

وقلت له:
• المهم, هل عدت الى التلفزيون, وعاد معك برنامجك «النادي الدولي»؟

- فأجاب:
«أوصتني السيدة همت مصطفى وقالت لي: لا تذكر شيئاً عن قرار الرئيس أنور السادات بإعادة برنامجك «النادي الدولي» الى التلفزيون, لأنه لا يريد أن يعرف أحد بأنك كنت ممنوعاً من التلفزيون, فقلت لها ولكنهم في جريدة «الأهرام» قالوا لي إن لديهم تعليمات بعدم نشر صوري وأخباري..

وهنا غضبت همت مصطفى وقالت بحزم:
- ما فيش تعليمات..

ثم اتصلت تليفونياً بالأستاذ علي حمدي الجمال رئيس تحرير «الأهرام» رحمه الله, وقالت له: هل عندك تعليمات من الرئاسة بعدم الكتابة عن سمير صبري فقال لها: لا!!! فقلت له أنا عندئذ: ولكن المحررة آمال بكير قالت لي هذا, وعندئذ أجرى رئيس التحرير تحقيقاً تبين أن الذي همس في أذان المحررين بخبر وجود تعليمات بمنع نشر أخباري هو الصحفي وشاعر الأغاني مصطفى الضمراني, وكان من أصدقاء الوزير عبد المنعم الصاوي.

قلت له:
• والمهم, عدت الى التلفزيون أم لم تعد؟

- فأجاب:
- لقد نشرت صورتي في «الأهرام» مع خبر عودتي الى مصر, وأجرت معي المذيعة أمال فهمي حديثاً في برنامجها «على الناصية», ومع ذلك فقد بقي هناك شركات انتاج سينمائية تخاف من التعاقد معي, خوفاً أن يكون «غضب» رئيس الجمهورية عليّ
ما زال مستمراًَ, وكان همي في ذلك الوقت أن أوضّح الحقيقة بالنسبة للفقرة التي سببت لي الأزمة, وهي التي قالت فيها فيفي عبده إنها من مواليد «ميت أبو الكوم» بعد أن تردد أنني تعمدت إذاعتها لكي أسخر من الرئيس السادات!.