من القلب / في الذكرى العشرين لرحيله محمد بديع سربيه ما زال ملء القلب والذاكرة
فنانون : مي سربيه شهاب
محمد بديع سربيه عندما أجرى حديثاً صحفياً مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

في الذكرى العشرين لرحيله محمد بديع سربيه ما زال ملء القلب والذاكرة

في مثل هذه الأيام تمرّ الذكرى العشرون لرحيل الصحفي الكبير الراحل محمد بديع سربيه الذي أثرى الصحافة العربية بروائع كتابية سواء من خلال مجلة «الموعد» أو «نورا» أو من خلال مجلته السياسية «كل شيء» التي استطاع من خلال انتصاراته الصحفية أن يحقّق لها انتشاراً لبنانياً وعربياً.

ومن أبرز خبطاته الصحفية التي تناقلتها وكالات الأنباء إجراءه حديثاً صحفياً مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد أن غاب فترة عن الإعلام وتحدثت الشائعات وقتها عن أسباب كثيرة لغيابه منها المرض، وكان أول ظهور إعلامي له مع محمد بديع سربيه ليدحض كل الشائعات... محمد بديع سربيه كان له في الصحافة مدرسة هدفها تثقيف القارئ وإدخال البهجة الى نفسه، وحثّه على تذوق الفن الراقي دون أن تكون أدواته النميمة أو الفضائح والإبتذال، «الخبطة» الصحفية وضع مفهومها بالكلمة الحلوة، بالصورة الحدث وبلقاء القمم، وفي أحيان كثيرة في إيجاد الحدث الذي يعتبر محطة لا يمكن تفاديها ونحن نؤرخ في تاريخ الفن والثقافة العربية، التجديد كان منهجه فكان مبتكراً لأبواب صحفية أصبحت من الأساسيات في صحافتنا الحالية.

لم يقتصر في «الموعد» مثلاً في الحديث عن النجوم أو الفنانين بل كانت «الموعد» النافذة التي يفتحها للقارئ كل أسبوع ليطّلع من خلالها على ما يحدث في العالم العربي والغربي، كان أول من ابتكر أسلوب المسلسلات في تناول قصة حياة فنان أو مشهور فكان أول من كتب مسلسلات عن الأسرة المالكة المصرية وعن رموز تلك الفترة، وكذلك مسلسلات عن الأسرة المالكة البريطانية والقياصرة وأمراء موناكو، الإمبراطورة أوجيني، جاكلين كنيدي، أوناسيس، رونالد ريغن، هيلاري كلينتون، البارون امبان، آغا خان، راسبوتين، ايمليدا ماركوس دونالد ترامب، وكانت هناك مسلسلات تناولت قصة سقوط العروش الملكية في أوروبا وكذلك عن أسرار السحر والسحرة، وعن نجوم الرياضة حتى عن أوبرا وينفري التي لم يكن الجمهور العربي بعد قد تعرّف اليها، بالإضافة بالطبع الى مسلسلات عن نجوم الشرق والغرب.

والمساحة هنا تضيق لذكر كل المسلسلات، أراد محمد بديع سربيه أن تكون «الموعد» بمثابة «الفضائية» التي تفتح عيون القارئ على العالم في وقت لا «انترنت» فيه ولا فضائيات عربية ولا تتوفر التسهيلات التي بين يدي القارئ الآن.

في هذا العام أردنا أن نحيي الذكرى العشرين لرحيل محمد بديع سربيه عن طريق الـFacebook الـ«instagram» والـTwiter وكان التجاوب والتفاعل مع الجمهور والقراء رائعاً.

أشكر كل من كتب كلمة جميلة أو تعليقاً مميّزاً وحتى بكل بساطة كلمة رحمه الله.

في ذكرى رحيل محمد بديع سربيه أقول له: لا زلت في قلب محبيك واصدقائك وقرائك وما زلت ملء القلب والعقل والذاكرة، نفتقدك كثيراً نفتقد ابتسامتك وتفاؤلك وقيمك ومدرستك الصحفية.