من القلب / انتهت معاناة الفنان اللبناني أمام أبواب المستشفيات
فنانون: مي سربيه شهاب , صباح
رحلت الفنانة الكبيرة صباح دون أن يكون لها في أزمتها الصحية أية رعاية صحية من الدولة

انتهت معاناة الفنان اللبناني أمام أبواب المستشفيات

على مدى أجيال عانى الكثير من الفنانين اللبنانين من القلة والصعوبة في إيجاد ثمن العلاج والدواء في أزماتهم الصحية، وانتهت حياتهم دون أن يقف أحد إلى جانبهم يبلسم جراحهم ويخفف عنهم آلامهم.. الكثير من الفنانين وهم في مرحلة الشيخوخة والمرض وجدوا أنفسهم عاجزين عن تأمين ثمن العلاج الغالي، فكانوا يقفون أمام المستشفيات عاجزين عن دخولها فكل شيء مرتفع الثمن، الدواء، الاستشفاء وهم لا قدرة لهم على التكاليف الباهظة.

كان الفنان يموت بحسرته لأنه هو الذي وهب عمره لادخال الفرح إلى النفوس ونشر الفن والابداع كان يواجه بالإهمال، وتجاهل الدولة للقيام بواجباتها نحوه، ولكن الوزير الذي اشتهر بمواقفه الشجاعة وزير الصحة وائل أبو فاعور وضع حدا لتلك المأساة.

إذ أعلن في مؤتمر صحفي عقده في نقابة الصحفيين عن تأمين تغطية شاملة للفنانين على حساب وزارة الصحة وقال: «ودعنا الشاعر سعيد عقل، والفنانة صباح وقبلهم الكثير الكثير من الفنانين الذين وقفوا إلى جانب اللبنانين، وقفوا معنا كل حياتنا ولم نقف معهم في الأيام الصعبة.

إن الوجوه التي نعرفها من بعيد وراء الشاشة، بعضها حكى مآسينا وأوجاعنا وآمالنا وعلينا كدولة أن نقدم أدنى مقومات الرعاية وهذا دين على الوطن لمبدعيه».

وأعرب الوزير عن اعتذاره من الفنانين الذين رحلوا ولم يرف جفن الدولة لرحيلهم وللذين رحلوا مكسوري الخاطر وختم «لا يمكن أن يكون هناك وطن محترم إن لم نحترم الكفاءات» وبالفعل الكثير من الفنانين رحلوا مكسوري الخاطر لا دولة اهتمت بهم ولا رعتهم مادياً ومعنوياً، منهم على سبيل المثال لا على سبيل الحصر علياء نمري، آماليا أبي صالح، فهمان، زياد مكوك وغيرهم، وبالأمس القريب رحلت الفنانة الكبيرة صباح دون أن يكون لها في أزمتها الصحية أية رعاية صحية من الدولة بل إن المرات العديدة التي دخلت فيها المستشفى كانت على حساب صباح الشخصي وفي السنوات الأخيرة من عمرها كانت مشكورة الوزيرة ليلى الصلح حمادة نائب رئيس مؤسسة «الوليد بن طلال الانسانية» هي التي تقدم لها الأدوية اللازمة لعلاجها، أين كانت الدولة لتقف إلى جانب الشحرورة تساعدها في ايامها الصعبة وهي التي زرعت لبنان والعالم العربي فناً وحباً ... خطوة الوزير أبو فاعور جاءت لتضع كلمة النهاية لمعاناة الفنانين والمبدعين على أبواب المستشفيات طلباً للعلاج، على أمل أن تشمل هذه التغطية الصحية الشاملة كل مواطن لبناني فيزول هذا الهم الذي يؤرق كل لبناني في كل مراحل حياته.