ذكرياتي مع صباح في الذكرى الأولى لرحيلها
في مثل هذا الشهر من العام الماضي احتفلت الفنانة الكبيرة الراحلة صباح بآخر أعياد ميلادها، لم يكن وضعها الصحي يسمح بإقامة حفلة يُدعى إليها أصدقاؤها ومحبوها كما اعتاد صديقها الوفي مزين الشعر جوزيف غريب أن يفعل كل عام ويشاء القدر أن ترحل الصبوحة في نفس شهر عيد ميلادها.
في حواراتي الكثيرة معها كانت تقول لي: اكتفيت من الحياة حان وقت الرحيل ربما لعالم أجمل حيث ألتقي فيه بكل أحبابي..
تعبت الفنانة الراحلة صباح من الحياة، ربما كانت قادرة على تحمل أوجاعها ومرضها ولكن كان يصعب عليها تحمل موجات الشائعات التي كانت تهب عليها بين الحين والآخر عن موتها وزواجها وحتى الأخبار التي تتحدث عن طول سنين عمرها، فكانت تقول لي: «الله وهبني الحياة، ومن يستكثر عليّ الحياة لا أعرف بماذا أضايقه أو كيف أنا عبء عليه فحتى على سني يهاجمونني تعبت من الحروب التي تُشن عليّ دائماً».
وربما كانت صباح أكثر فنانة تعرضت للشائعات، لأن طيبة قلبها كانت لا تسمح لها بأن تقاضي كل من يتعرض لها لذا كثرت الشائعات حولها ولكن كل الأخبار الكاذبة التي كانت تحاك ضدها لم تكن لتؤثر على حب الجمهور لها.
كثيراً ما كان الناس يلومون صباح على خطوات كثيرة قامت بها، منها أنها باعت بيتها لتسكن في فندق، وأذكر أن الفترة التي تمّ فيها طلاقها من فادي لبنان، بدأت صباح تعيش الوحدة، إذ أنه خلال زواجها من فادي كان شاغلاً حياتها وكان البيت يمتلئ يومياً بأصدقاء فادي وكانت تقول لي: «صحيح أنني في كثير من الأحيان كنت أجلس لوحدي في غرفة الجلوس لأنني لم أكن أنسجم كثيراً معهم ولكن كنت أشعر أن البيت فيه ناس».
ولكن مع مغادرة فادي البيت، بقيت صباح وحيدة مع خادمتها إذ أن ولديها الدكتور صباح وهويدا كانا يعيشان في الولايات المتحدة الأميركية وكان عليها أن تواجه الوحدة بعد أن استغنت عن خدمات خادمتها بعدما ظهر منها، ما أثار شكوك وخوف صباح فكانت تعيش في منزلها في الحازمية لوحدها، وكان جوزيف غريب يمر عليها يومياً بعد انتهاء عمله في صالونه ليطمئن عليها ومن ثمّ يغادر، وكذلك كانت تطمئن عليها ابنة شقيقتها كلودا ولكن كان عليها أن تعود كل يوم لأسرتها.
وأذكر يوماً أنني وزوجي الدكتور غسان شهاب وصباح كنا مدعوين لحفل زفاف عند آل الحريري في صيدا وصادف تاريخ سفر جوزيف مع تاريخ حفل الزفاف فقلت له سافر ولا تقلق، أنا وزوجي سنأخذ صباح إلى صيدا معنا في السيارة ثم سنعيدها الى منزلها في الحازمية بعد انتهاء حفل الزفاف وهذا ما حصل، وعند وصولنا إلى منزلها في الحازمية نزلت أنا وزوجي من السيارة ورافقنا صباح إلى باب منزلها ولم نغادر إلا بعد أن دخلت المنزل واطمأننا على أنها أقفلت باب المنزل بإحكام وغادرنا، وما إن وصلنا إلى منزلنا في بيروت حتى صرخت «صبوحة» فسألني زوجي ما الأمر؟ فقلت له: إن صباح كانت ترتدي فستاناً طويلاً عند حضورها حفل الزفاف فكيف ستخلعه وهو لا يفتح إلا من الخلف ولا أحد معها في المنزل ليساعدها؟ والصراحة أني فكرت أن أتصل بها ولكني خفت أن تكون قد نامت فأوقظها وقلت في نفسي لو واجهت أية صعوبة لكانت حدثتني.. وفي اليوم التالي اتصلت للاطمئنان عليها وحدثتُها عن قلقي عن خلعها فستانها فقالت لي بالفعل واجهت صعوبة فأخذت المقص وقصصته ولكن سأرسله إلى المصمم الذي قال لي أنه يستطيع إصلاحه.. ولكن السكن لوحدي في المنزل ما عاد مقبولاً... وربما من يومها اتخذت صباح قراراً ببيع المنزل.
مع اقتراب ذكرى وفاتها أقول لها اشتقنا لك واشتاق لك جمهورك الذي اعترف بحبه وتوّجك لأكثر من خمسين عاماً كنت فيها رمزاً للفن الجميل.
مي سربيه شهاب
في حواراتي الكثيرة معها كانت تقول لي: اكتفيت من الحياة حان وقت الرحيل ربما لعالم أجمل حيث ألتقي فيه بكل أحبابي..
تعبت الفنانة الراحلة صباح من الحياة، ربما كانت قادرة على تحمل أوجاعها ومرضها ولكن كان يصعب عليها تحمل موجات الشائعات التي كانت تهب عليها بين الحين والآخر عن موتها وزواجها وحتى الأخبار التي تتحدث عن طول سنين عمرها، فكانت تقول لي: «الله وهبني الحياة، ومن يستكثر عليّ الحياة لا أعرف بماذا أضايقه أو كيف أنا عبء عليه فحتى على سني يهاجمونني تعبت من الحروب التي تُشن عليّ دائماً».
وربما كانت صباح أكثر فنانة تعرضت للشائعات، لأن طيبة قلبها كانت لا تسمح لها بأن تقاضي كل من يتعرض لها لذا كثرت الشائعات حولها ولكن كل الأخبار الكاذبة التي كانت تحاك ضدها لم تكن لتؤثر على حب الجمهور لها.
كثيراً ما كان الناس يلومون صباح على خطوات كثيرة قامت بها، منها أنها باعت بيتها لتسكن في فندق، وأذكر أن الفترة التي تمّ فيها طلاقها من فادي لبنان، بدأت صباح تعيش الوحدة، إذ أنه خلال زواجها من فادي كان شاغلاً حياتها وكان البيت يمتلئ يومياً بأصدقاء فادي وكانت تقول لي: «صحيح أنني في كثير من الأحيان كنت أجلس لوحدي في غرفة الجلوس لأنني لم أكن أنسجم كثيراً معهم ولكن كنت أشعر أن البيت فيه ناس».
ولكن مع مغادرة فادي البيت، بقيت صباح وحيدة مع خادمتها إذ أن ولديها الدكتور صباح وهويدا كانا يعيشان في الولايات المتحدة الأميركية وكان عليها أن تواجه الوحدة بعد أن استغنت عن خدمات خادمتها بعدما ظهر منها، ما أثار شكوك وخوف صباح فكانت تعيش في منزلها في الحازمية لوحدها، وكان جوزيف غريب يمر عليها يومياً بعد انتهاء عمله في صالونه ليطمئن عليها ومن ثمّ يغادر، وكذلك كانت تطمئن عليها ابنة شقيقتها كلودا ولكن كان عليها أن تعود كل يوم لأسرتها.
وأذكر يوماً أنني وزوجي الدكتور غسان شهاب وصباح كنا مدعوين لحفل زفاف عند آل الحريري في صيدا وصادف تاريخ سفر جوزيف مع تاريخ حفل الزفاف فقلت له سافر ولا تقلق، أنا وزوجي سنأخذ صباح إلى صيدا معنا في السيارة ثم سنعيدها الى منزلها في الحازمية بعد انتهاء حفل الزفاف وهذا ما حصل، وعند وصولنا إلى منزلها في الحازمية نزلت أنا وزوجي من السيارة ورافقنا صباح إلى باب منزلها ولم نغادر إلا بعد أن دخلت المنزل واطمأننا على أنها أقفلت باب المنزل بإحكام وغادرنا، وما إن وصلنا إلى منزلنا في بيروت حتى صرخت «صبوحة» فسألني زوجي ما الأمر؟ فقلت له: إن صباح كانت ترتدي فستاناً طويلاً عند حضورها حفل الزفاف فكيف ستخلعه وهو لا يفتح إلا من الخلف ولا أحد معها في المنزل ليساعدها؟ والصراحة أني فكرت أن أتصل بها ولكني خفت أن تكون قد نامت فأوقظها وقلت في نفسي لو واجهت أية صعوبة لكانت حدثتني.. وفي اليوم التالي اتصلت للاطمئنان عليها وحدثتُها عن قلقي عن خلعها فستانها فقالت لي بالفعل واجهت صعوبة فأخذت المقص وقصصته ولكن سأرسله إلى المصمم الذي قال لي أنه يستطيع إصلاحه.. ولكن السكن لوحدي في المنزل ما عاد مقبولاً... وربما من يومها اتخذت صباح قراراً ببيع المنزل.
مع اقتراب ذكرى وفاتها أقول لها اشتقنا لك واشتاق لك جمهورك الذي اعترف بحبه وتوّجك لأكثر من خمسين عاماً كنت فيها رمزاً للفن الجميل.
مي سربيه شهاب