نور الشريف سيظل حبيب الجمهور دائماً
مع رحيل الفنان نور الشريف، سيفتقد الفن العربي فناناً مختلفاً، ترك بصمة في قلب ووجدان الجمهور العربي.
عشق نور الشريف الفن منذ صغره، منذ تعرّف الى عالم السينما من خلال صالتي سينما كانتا بجوار منزله واحدة تعرض الأفلام العربية والأخرى الأفلام الأجنبية، فمنذ نعومة أظافره تفتحت عيناه على روائع السينما العالمية مثل «كوفاديس» و«الرداء» وروائع الأفلام العربية فتأثّر بشخصية شارلي شابلن وشخصية عبد المنعم ابراهيم كما قال في أحد حواراته لـ«الموعد». ولاحقه حبه للفن فالتحق في المدرسة بفريق التمثيل الى أن تترجمت أحلامه الفنية الى واقع بعدما التحق بمعهد التمثيل ومن بعده الى الاحتراف.
لم يكن مشوار نور الشريف الفني سهلاً، بل إنه تدرّج في سلم الشهرة حتى وصل الى القمة، ومعاناته وإصراره على النجاح كوّنت منه شخصية فنية مميّزة.
كان نور الشريف فناناً مثقفاً مطلعاً منفتحاً، كان محباً للقراءة في كل المجالات مما أثرى مخزونه الثقافي، أول مرة التقيت فيها بنور الشريف كان في صالون غرفة والدي في فندق «شيراتون القاهرة» ويومها أبهرني عندما كان يتحدث عن أحد أفلامه وتقنياته الفنية ومن ثمّ أخذ يشرح كيفية تأثير الفن على المجتمع والعكس بالعكس ثم عن التأثير السياسي وارتباطه بالتاريخ الى أن وصل الى مشكلة الانتاج ومشكلة التوزيع الخارجي وارتباطه بالوضع الاقتصادي وأذكر أنني قلت لوالدي يومها إن نور الشريف بحديثه السهل أشعرني بأنه أعطاني محاضرة في الفن والاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع...
عرف نور الشريف طعم النجومية ولكنه ظل فناناً متواضعاً لأنه إنسان عشق فنه وتعب من أجله، ولم تُقدّم له النجومية على طبق من فضة، لذا استحقها واستحق حب الناس حتى أواخر أيامه وأذكر لنور الشريف أنه يوم زفافي صعد هو وبوسي الى الكوشة للتهنئة ولأنه فنان مختلف لم يكتف بالتهنئة فقط بل قال لي ولزوجي أريد أن أقدّم لكما نصيحة وأنتما على باب مفترق في حياتكما التي لن تكون كلها سعادة وفرح بل ستواجهان في يوم ما الصعاب وحتى المشاكل والاختلاف وإنني أنصحكما بألّا تجعلا أحداً يتدخل في حياتكما في هذه الأحوال، بل عليكما وحدكما أن تحلّا أية مشكلة وأن تواجها وحدكما أية صعوبة... وأذكر أنني استغربت وقتها أن يتحدث نور الشريف عن المشاكل والصعاب في مثل هذا اليوم، ولكن أدركت بعدها كم أنّ هذا الإنسان صادق وأراد أن يهدينا عصارة خبرته في الحياة.
مع رحيل نور الشريف يفقد العالم العربي أحد أحب نجومه وأكثرهم التصاقاً بجمهوره ولكنه سيظل في قلوبنا نموذجاً مشرّفاً للفنان العربي.
أعزّي أسرته زوجته بوسي وابنتيه «سارة» و«مي» وأقول لهن من وحي أشهر أفلامه الرومانسية: «حبيبي دائماً» سيظل نور الشريف حبيب الجمهور دائماً.
وتحية من أسرة «الموعد» التي ربطتها صداقة طويلة مع النجم الراحل نور الشريف، وأسرته، تفرد «الموعد» غلافها وصفحاتها ولتقف بالكلمة والصورة مع أبرز محطات حياته الفنية والشخصية ولحظات الحزن التي خيمت على المجتمع الفني خلال الجنازة والعزاء.
رحم الله نور الشريف