من القلب / والكفاح ما زال مستمراً
فنانون: مي سربيه شهاب
الوزيرة السابقة مشيرة خطاب ومي سربيه شهاب في مؤتمر «المرأة على خطوط المواجهة» في بيروت

والكفاح ما زال مستمراً

شهر «آذار» مارس هو شهر المرأة, بما انه في الثامن من هذا الشهر, يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي ويحتفل العالم العربي بعيد الأم, ومن هنا تكثر المؤتمرات والندوات التي يكون محورها المرأة ودورها في هذا الشهر.
ومؤخراً اقامت «مؤسسة مي شدياق» في بيروت مؤتمراً تحت شعار «المرأة على خطوط المواجهة» تحت رعاية السيدة لمى سلام حرم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بحضور لفيف من الشخصيات والضيوف ابرزهم الاعلامية الفرنسية «كلير شاذال» والوزير السابق زياد بارود والوزيرة المصرية السابقة والسفيرة مشيرة خطاب والسيدة فوزية بن فضة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب في تونس والاعلامي الاميركي جيم كلانسي بالاضافة الى باقة من السيدات العاملات في القطاع المصرفي والاعلامي واللواتي يعتبرن نماذج ناجحة في اسواق العمل والقضايا الاجتماعية.

كانت مي شدياق في كلمتها الافتتاحية مدافعة عن المرأة وقد استعرضت حال الانكسار الذي عاشته المرأة على مدى العصور والأزمنة, والتي للأسف نعود لنعيشها اليوم في القرن الحادي والعشرين, ولكنها عبرت ومن خلال المؤتمر عن التمسك بالامل للخلاص من الحال التي نعيشها.

أما كلمة السيدة لمى سلام فكانت مميّزة وقوطعت عدة مرات بالتصفيق لأنها وان وصفت حال المرأة في هذه الأيام, وفي ظل الظروف والحروب التي نعيشها, الا أنها أعطت العلاج للداء ألا وهو التربية, فالتربية السليمة التي تمنحها الأسرة لأطفالها منذ الصغر هي وحدها الكفيلة بانهاء الحالات الغريبة في مجتمعنا وهذا صحيح لأن التربية الصحيحة كفيلة بأن تحمي ابناءنا من التطرّف والتعصب والجهل وتقيهم شر الارهاب والوقوع فيه.
أما الوزيرة مشيرة خطاب فتحدثت عن التجربة المصرية وكيف ان المرأة المصرية استطاعت تحقيق العديد من الانجازات على الصعيد السياسي, وهي كانت المشاركة الأساسية في الحراك الثوري مؤخراً, وان المرأة المصرية مارست حقها الديمقراطي في الانتخابات, فكانت نسبة الاناث في الانتخابات كبيرة جداً, وصلت الى اربع وعشرين مليون امرأة ناخبة, وعبّرت قائلة ان ما نعيشه اليوم من احداث ربما يعود سببه الى ما واجهته المرأة من تحجيم لدورها...

ان ما يعيشه اليوم الوطن العربي من مآسٍ قد تكون المرأة اكثر ما يعيش المعاناة، والربيع الذي انتظرنا ان يزهر براعم الحرية، انبت اوجاعاً وألماً، وكل المكاسب التي حققتها المرأة على صعيد حقوقها مهددة بالضياع في امكنة وضاعت فعلاً في اماكن اخرى، منذ نزول هدى شعراوي الى الشارع في وجه الاحتلال البريطاني سنة 1919 في مصر, وهي تنادي بالحرية للزعيم سعد زغلول وحقوق المرأة من حيث المساواة والتعليم والانتخاب, والمرأة في معارك دائمة للحصول على العدالة، في مجتمعات ترزح تحت وطأة الكثير من الموروثات الذكورية.
اذا كان المواطن في مجتمعنا غير قادر على تحصيل الحقوق, والعدالة والحرية والأمن وأبسط حقوقه في العيش الكريم, ترى كيف ستحقّق ذلك المرأة في وطن اصبح فيه الحديث عن الحق والحقوق من الأحاديث التي ينفر منها الكثيرون ويفرون مبتعدين لأنها بنظرهم مفاهيم بالية ومكرّرة.
ورغم ذلك ستظل المرأة في كفاحها حتى تنتزع حقوقها كاملة وتكسر الحواجز التي تقف في طريق تحقيق كل طموحاتها واحلامها.