فاتن حمامة لماذا هي سيدة الشاشة العربية؟
في أيام القلق، الخوف والعنف لم يعد لذلك الرمز الجمالي مكان، فاختارت الابتعاد والرحيل، توقّف قلبها الذي طالما خفق حباً، ورشّ عطراً وفناً جميلاً على الوطن العربي... رحلت فاتن حمامة، رحلت سيدة الشاشة العربية، لتطوي معها صفحة من أجمل ما سُطّر في زمن الفن الجميل، هي التي جسّدت الفن في أحلى معانيه وأرقى درجات أصالته، كانت الوجه الجميل الصافي والموهبة الخلاّقة والنموذج الأبهى للفنانة العربية.
فاتن حمامة كانت تحتلّ حيّزاً كبيراً من الحب في قلب «الموعد» وليس أدلّ على ذلك إلا لقب «سيدة الشاشة العربية» الذي أهداه لها رئيس تحرير «الموعد» الراحل محمد بديع سربيه ولهذا اللقب قصة أرويها لقراء «الموعد» بمناسبة رحيلها... كانت مجلة «الموعد» أول مجلة فنية عربية تخصص كؤوساً سنوية لنجوم السينما وفي بداية الخمسينات كانت النجمة الكبيرة فاتن حمامة هي التي تنال أكثرية الأصوات، وفي الحفل الذي قدّم فيه محمد بديع سربيه ثالث كأس تفوز به فاتن حمامة على التوالي في الاستفتاء قال لها: إنني بإسم قراء «الموعد» في الوطن العربي أهديك هذا الكأس معلناً أن جمهور السينما قد توّجك سيدة للشاشة العربية، ومنذ ذلك الوقت لا يُذكر إسم فاتن حمامة إلا ويسبقه لقب سيدة الشاشة العربية.
والحقيقة أن صداقة طويلة ربطت بين محمد بديع سربيه وفاتن حمامة فقد كانت تخصه بحوارات صحفية طويلة وهي التي كانت مقلّة في لقاءاتها الصحفية وكانت الصداقة بينهما متينة امتدت على مدى أكثر من أربعين عاماً وكان بينهما كما يقول لي والدي معاهدة غير مكتوبة ولا متفق عليها شفهياً بل صنعتها الأيام والسنوات بينهما وتنص المعاهدة على ألاّ تنشر «الموعد» خبراً عن فاتن حمامة سواء كان فنياً أو شخصياً إلا إذا تأكدت من صحته مئة بالمئة وتنص أيضاً على ألاّ تخفي سيدة الشاشة العربية عن صديقتها «الموعد» أي خبر صحيح عنها إذا كان من الأ خبار المسموح عرفاً أن تكون منشورة، وتعتز «الموعد» بأنه وعلى مدى السنين، ما من خبر نُشر عن فاتن حمامة إلا وكان صحيحاً مئة بالمئة حتى أنها كانت تردّ على الذين يسألونها عن صحة خبر ما نُشر عنها بقولها: إذا نشرت «الموعد» هذا الخبر فإنه يكون صحيحاً مئة بالمئة...
وأنا أستمع الى خبر رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، استرجعت كل ذكرياتي معها منذ كنت طفلة الى مرحلة امتهاني الكتابة فسمح لي القدر أن تكون لي معها عدة حوارات صحفية أوّلها كان في بيتها، وكان وقتها في عمارة «لوبون» في «الزمالك»، وأجريت معها حواراً في بيروت قبل عدة سنوات عندما جاءت مكرّمة الى لبنان، ويومها طلبت منها أن أجري معها حواراً وأنا أشك من أن وقتها المزدحم سيسمح لها بذلك، فوعدتني، وانتظرت، الى أن رنّ جرس الهاتف في منزلي وكانت تتكلم بنفسها قائلة: تعالي يا مي الأوتيل حنعمل الحوار... ولم أصدق وقتها أن ازدحام مواعيدها لم ينسها أن تكون لها لقاءات صحفية مع المجلة التي أحبتها، هذا يدل على كمّ الوفاء والرقي اللذين كانت تتحلى بهما في تعاملها مع الآخرين مع جمهورها ومع أحبتها..
كانت سيدة الشاشة فنانة مثقفة كثيرة القراءة والإطلاع مهمومة بمشاكل مجتمعها ومن خلال فنها تناولت عدة مواضيع اجتماعية منها: التعليم، التزايد السكاني، قانون الأحوال الشخصية حتى أنني عندما سألتها في حواري معها عن الموضوع الجديد الذي تفكر في تقديمه قالت إنها تتمنى تقديم عمل يتحدث عن مأساة اللاجئين في أية منطقة من العالم لأنه في كل يوم أصبحنا نرى بشكل يومي أناساً يحملون أغراضهم ويرحلون عن ديارهم وهذه المأساة تدمي القلوب، وعلى العالم أن يوقفها ويزيل الأسباب التي من شأنها أن تسببها. لم تكن سيدة الشاشة تهدأ إلا عندما تقدّم لجمهورها أعمالاً فنية ترقى الى مستوى الروائع..
لذا ظلّت متوّجة بإسم «سيدة للشاشة العربية» على مدى أجيال... كنت من فترة لأخرى أتحدث الى سيدة الشاشة العربية تليفونياً في بيتها في القاهرة وكانت في أكثر الأحيان تردّ هي على التليفون وفي آخر مرة قالت لي إنها ستأتي الى بيروت لتكرّم من قبل الجامعة الأميركية في بيروت وتواعدنا على اللقاء وعندما جاءت الى بيروت تلقيت اتصالاً على هاتفي من السيدة بهيجة الصلح الأسعد تقول لي فيه: هناك من يرغب في أن يحدثك وإذا بي أسمع صوت فاتن حمامة التي كانت موجودة في حفل غداء عند أسرة «عرب» التي تربطهم بها صداقة طويلة وفي أثناء الغداء استعادت ذكرياتها في لبنان واستذكرت والدي وأرادت أن تحدّث والدتي لتسلّم عليها فطلبتني وتكلمت مع والدتي واسترجعتا معاً ذكرياتهما على مدى سنوات، وهذه كانت آخر مرة أسمع فيها رنين صوت سيدة الشاشة العربية التي رحلت عن عالمنا بعد أن توّجت صفحات الفن العربي على مدى أجيال بتحف فنية ستظل خالدة في سجل الفن الراقي الجميل فاستحقت لقب سيدة الشاشة العربية التي أثرتها بأخلاقياتها ورقيها وموهبتها.
فاتن حمامة كانت تحتلّ حيّزاً كبيراً من الحب في قلب «الموعد» وليس أدلّ على ذلك إلا لقب «سيدة الشاشة العربية» الذي أهداه لها رئيس تحرير «الموعد» الراحل محمد بديع سربيه ولهذا اللقب قصة أرويها لقراء «الموعد» بمناسبة رحيلها... كانت مجلة «الموعد» أول مجلة فنية عربية تخصص كؤوساً سنوية لنجوم السينما وفي بداية الخمسينات كانت النجمة الكبيرة فاتن حمامة هي التي تنال أكثرية الأصوات، وفي الحفل الذي قدّم فيه محمد بديع سربيه ثالث كأس تفوز به فاتن حمامة على التوالي في الاستفتاء قال لها: إنني بإسم قراء «الموعد» في الوطن العربي أهديك هذا الكأس معلناً أن جمهور السينما قد توّجك سيدة للشاشة العربية، ومنذ ذلك الوقت لا يُذكر إسم فاتن حمامة إلا ويسبقه لقب سيدة الشاشة العربية.
والحقيقة أن صداقة طويلة ربطت بين محمد بديع سربيه وفاتن حمامة فقد كانت تخصه بحوارات صحفية طويلة وهي التي كانت مقلّة في لقاءاتها الصحفية وكانت الصداقة بينهما متينة امتدت على مدى أكثر من أربعين عاماً وكان بينهما كما يقول لي والدي معاهدة غير مكتوبة ولا متفق عليها شفهياً بل صنعتها الأيام والسنوات بينهما وتنص المعاهدة على ألاّ تنشر «الموعد» خبراً عن فاتن حمامة سواء كان فنياً أو شخصياً إلا إذا تأكدت من صحته مئة بالمئة وتنص أيضاً على ألاّ تخفي سيدة الشاشة العربية عن صديقتها «الموعد» أي خبر صحيح عنها إذا كان من الأ خبار المسموح عرفاً أن تكون منشورة، وتعتز «الموعد» بأنه وعلى مدى السنين، ما من خبر نُشر عن فاتن حمامة إلا وكان صحيحاً مئة بالمئة حتى أنها كانت تردّ على الذين يسألونها عن صحة خبر ما نُشر عنها بقولها: إذا نشرت «الموعد» هذا الخبر فإنه يكون صحيحاً مئة بالمئة...
وأنا أستمع الى خبر رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، استرجعت كل ذكرياتي معها منذ كنت طفلة الى مرحلة امتهاني الكتابة فسمح لي القدر أن تكون لي معها عدة حوارات صحفية أوّلها كان في بيتها، وكان وقتها في عمارة «لوبون» في «الزمالك»، وأجريت معها حواراً في بيروت قبل عدة سنوات عندما جاءت مكرّمة الى لبنان، ويومها طلبت منها أن أجري معها حواراً وأنا أشك من أن وقتها المزدحم سيسمح لها بذلك، فوعدتني، وانتظرت، الى أن رنّ جرس الهاتف في منزلي وكانت تتكلم بنفسها قائلة: تعالي يا مي الأوتيل حنعمل الحوار... ولم أصدق وقتها أن ازدحام مواعيدها لم ينسها أن تكون لها لقاءات صحفية مع المجلة التي أحبتها، هذا يدل على كمّ الوفاء والرقي اللذين كانت تتحلى بهما في تعاملها مع الآخرين مع جمهورها ومع أحبتها..
كانت سيدة الشاشة فنانة مثقفة كثيرة القراءة والإطلاع مهمومة بمشاكل مجتمعها ومن خلال فنها تناولت عدة مواضيع اجتماعية منها: التعليم، التزايد السكاني، قانون الأحوال الشخصية حتى أنني عندما سألتها في حواري معها عن الموضوع الجديد الذي تفكر في تقديمه قالت إنها تتمنى تقديم عمل يتحدث عن مأساة اللاجئين في أية منطقة من العالم لأنه في كل يوم أصبحنا نرى بشكل يومي أناساً يحملون أغراضهم ويرحلون عن ديارهم وهذه المأساة تدمي القلوب، وعلى العالم أن يوقفها ويزيل الأسباب التي من شأنها أن تسببها. لم تكن سيدة الشاشة تهدأ إلا عندما تقدّم لجمهورها أعمالاً فنية ترقى الى مستوى الروائع..
لذا ظلّت متوّجة بإسم «سيدة للشاشة العربية» على مدى أجيال... كنت من فترة لأخرى أتحدث الى سيدة الشاشة العربية تليفونياً في بيتها في القاهرة وكانت في أكثر الأحيان تردّ هي على التليفون وفي آخر مرة قالت لي إنها ستأتي الى بيروت لتكرّم من قبل الجامعة الأميركية في بيروت وتواعدنا على اللقاء وعندما جاءت الى بيروت تلقيت اتصالاً على هاتفي من السيدة بهيجة الصلح الأسعد تقول لي فيه: هناك من يرغب في أن يحدثك وإذا بي أسمع صوت فاتن حمامة التي كانت موجودة في حفل غداء عند أسرة «عرب» التي تربطهم بها صداقة طويلة وفي أثناء الغداء استعادت ذكرياتها في لبنان واستذكرت والدي وأرادت أن تحدّث والدتي لتسلّم عليها فطلبتني وتكلمت مع والدتي واسترجعتا معاً ذكرياتهما على مدى سنوات، وهذه كانت آخر مرة أسمع فيها رنين صوت سيدة الشاشة العربية التي رحلت عن عالمنا بعد أن توّجت صفحات الفن العربي على مدى أجيال بتحف فنية ستظل خالدة في سجل الفن الراقي الجميل فاستحقت لقب سيدة الشاشة العربية التي أثرتها بأخلاقياتها ورقيها وموهبتها.