لماذا لم يسجل محمد عبد الوهاب البيت الأخير من قصيدة «يا جارة الوادي»؟
في الثالث من أيار مايو مرّت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل موسيقار الأجيال (محمد عبد الوهاب)، وفي هذه الأيام يفتقد الجمهور العربي الذي عايش محمد عبد الوهاب هذه القيمة الفنية الكبيرة.
الصداقة المميّزة والطويلة التي جمعت بين والدي محمد بديع سربيه والموسيقار محمد عبد الوهاب أتاحت لي أن ألتقي به كثيراً سواء في القاهرة او باريس حيث كان يمضي سنويا اجازته الصيفية في فندق «انتركونتيننتال» وهناك كانت لي لقاءات كثيرة معه، واذكر مرة كنت مع والدي في جناح بونابرت الذي ينزل فيه عادة الموسيقار وكان والدي يُجري حديثاً معه لينشره في «شارع النجوم».
وبعد الحوار وتوقف آلة التسجيل، وجدت الموسيقار يسأل والدي كثيراً عن الاجتماعات التي كانت تُعقد في الطائف بين الزعماء اللبنانيين التي افضت الى «اتفاق الطائف» الذي انهى الحرب اللبنانية التي كانت قد استمرت لسنوات طويلة، وعند اعلان اتفاق الطائف رأيت الموسيقار فرحاً وسعيداً فسألته عن السر في ذلك فقال لي:
«مع انتهاء الحرب سنصطاف في لبنان في الصيف المقبل بإذن الله، ان لبنان عندي هو أجمل مصيف، ففيه اجمل ذكريات حياتي التي عشتها في هذا البلد المضياف الجميل».
وعن ذكرياته اللبنانية قال:
«بدأت زياراتي الى لبنان مع امير الشعراء احمد شوقي وكنا نقضي الصيف في فندق «شاهين»في مصيف «عاليه»في نفس الوقت كان الدكتور طه حسين عميد الادب العربي ينزل في فندق «طانيوس»وكان يأتي معنا في احيان كثيرة الكاتب الساخر فكري اباظة،ولكنه كان يفضّل تمضية الصيف في «بكفيا» و«برمانا»،وكم انا مشتاق الى مطعم «عرابي» في زحلة وسقى الله ايام كنت ارتاده مع أمير الشعراء احمد شوقي بك حيث ولدت قصيدة «يا جارة الوادي» واذكر عندما سجلت الاغنية على اسطوانة حجرية، لم يتسع حجم الوجه الثاني من الاسطوانة لآخر بيت من القصيدة وهو «ولقد مررت على الرياض بربوة غنّاء كنت حيالها ألقاك» فلم أسجل هذا البيت،ولكني اعدتُ هذا البيت بالذات الى القصيدة،عندما سُجلت الاغنية في لبنان بصوت المطربة فيروز».
في ذكرى رحيله، نعرف كم خسرنا برحيل موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب فهو كان قيمة فنية أثرت التراث الفني العربي بمئات من الروائع،وستظل ألحانه وأعماله الفنية ملئ الاسماع تسكن في قلوب الجمهور العربي ووجدانه.
مي سربيه شهاب
الصداقة المميّزة والطويلة التي جمعت بين والدي محمد بديع سربيه والموسيقار محمد عبد الوهاب أتاحت لي أن ألتقي به كثيراً سواء في القاهرة او باريس حيث كان يمضي سنويا اجازته الصيفية في فندق «انتركونتيننتال» وهناك كانت لي لقاءات كثيرة معه، واذكر مرة كنت مع والدي في جناح بونابرت الذي ينزل فيه عادة الموسيقار وكان والدي يُجري حديثاً معه لينشره في «شارع النجوم».
وبعد الحوار وتوقف آلة التسجيل، وجدت الموسيقار يسأل والدي كثيراً عن الاجتماعات التي كانت تُعقد في الطائف بين الزعماء اللبنانيين التي افضت الى «اتفاق الطائف» الذي انهى الحرب اللبنانية التي كانت قد استمرت لسنوات طويلة، وعند اعلان اتفاق الطائف رأيت الموسيقار فرحاً وسعيداً فسألته عن السر في ذلك فقال لي:
«مع انتهاء الحرب سنصطاف في لبنان في الصيف المقبل بإذن الله، ان لبنان عندي هو أجمل مصيف، ففيه اجمل ذكريات حياتي التي عشتها في هذا البلد المضياف الجميل».
وعن ذكرياته اللبنانية قال:
«بدأت زياراتي الى لبنان مع امير الشعراء احمد شوقي وكنا نقضي الصيف في فندق «شاهين»في مصيف «عاليه»في نفس الوقت كان الدكتور طه حسين عميد الادب العربي ينزل في فندق «طانيوس»وكان يأتي معنا في احيان كثيرة الكاتب الساخر فكري اباظة،ولكنه كان يفضّل تمضية الصيف في «بكفيا» و«برمانا»،وكم انا مشتاق الى مطعم «عرابي» في زحلة وسقى الله ايام كنت ارتاده مع أمير الشعراء احمد شوقي بك حيث ولدت قصيدة «يا جارة الوادي» واذكر عندما سجلت الاغنية على اسطوانة حجرية، لم يتسع حجم الوجه الثاني من الاسطوانة لآخر بيت من القصيدة وهو «ولقد مررت على الرياض بربوة غنّاء كنت حيالها ألقاك» فلم أسجل هذا البيت،ولكني اعدتُ هذا البيت بالذات الى القصيدة،عندما سُجلت الاغنية في لبنان بصوت المطربة فيروز».
في ذكرى رحيله، نعرف كم خسرنا برحيل موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب فهو كان قيمة فنية أثرت التراث الفني العربي بمئات من الروائع،وستظل ألحانه وأعماله الفنية ملئ الاسماع تسكن في قلوب الجمهور العربي ووجدانه.
مي سربيه شهاب