صباح..
في الجزء الأخير من حواري الذي أجريته في صيف عام 1996 مع الفنانة الكبيرة الراحلة صباح, كان زوجها آنذاك الفنان فادي لبنان يعد لمشاريع فنية مع الصبوحة عن حياتهما معاً, يحمل هذا الحوار الكثير من التفاصيل فإلى الحوار.
مي سربيه شهاب
■ ■ ■
صباح: فيديو كليب اغنياتي قدّمتها بشكل جديد
فادي لبنان: نجح زواجنا أنا والصبوحة لأننا بنيناه على الصراحة وقررنا أن نعيش مرتاحين
* أنا أكثر شخص تفهّم صباح ولولاها لتغيّرت حياتي
مع هبوب نسمات الصيف في ليل برمانا اقترحت المطربة الكبيرة صباح أن ننتقل للجلوس في الشرفة لننعم بالهدوء والهواء ومناظر وأضواء برمانا, وأفتح جهاز التسجيل من جديد ليسجل ما دار بيننا من حوار.
قلت لصباح:
• أنتِ لم تسجلي أية أغنية من أغنياتك بطريقة «الفيديو كليب» كما هي الموضة في هذه الأيام؟
قالت:
- أنا بالفعل أحضّر لتقديم بعض أغنياتي بطريقة الفيديو كليب وسيشرف فادي على تنفيذها, ولكني لن أقدّمها بالشكل المتعارف عليه كأن أظهر مع ممثل يقوم بتمثيل دور الحبيب, ولكني سأقدّمها بشكل جديد.
فالتقط فادي لبنان طرف الحديث وأضاف قائلاً:
- نحن بصدد تسجيل «فيديو كليب» لصباح وسوف يجري التصوير ما بين لبنان والقاهرة, ولكن لن أظهر مع «الصبوحة» في «الفيديو كليب» إلا لأقل برهة ممكنة, وربما من خلال مشهد يعرض لدقائق على الشاشة وهو عند دخول صباح بسيارتها الى محطة بنزين فأكون أنا العامل الذي يملأ لها خزان سيارتها وقوداً.
قلت له:
• ولماذا لن تشارك صباح في الظهور في «الفيديو كليب»؟
قال:
- إن صباح بفنها وموهبتها وحضورها وتاريخها الفني من الأجمل لها أن تكون لوحدها في «الفيديو كليب», وإن كنا على العموم لم نقرّرالشكل النهائي للتصوير.
قلت لفادي:
• أصبحت فناناً متجدداً مثل الصبوحة, فصباح تتجدّد مع كل إطلالة لها على الجمهور, وأنت في كل فترة تُظهر للجمهور موهبة من مواهبك الفنية, فمن الرقص الفولكلوري الى الغناء والتمثيل والإخراج, والتلحين وتصميم الاستعراضات, وأخيراً ستتحول الى محاور تلفزيوني, وماذا أيضاً؟
ابتسم فادي وأجاب:
- كل هذه المجالات الفنية التي عملت فيها كانت مكمّلة لبعضها, فأنا فنان والفنان عموماً فنان شامل يمتلك الذوق والإحساس الفني الذي يجعله مميّزاً في فنه, وحتى في ملبسه وتصرفاته مع الناس, فالفنان الذي يبدع في فنه عليه مثلاً أن يعرف كيف ينتقي أغنياته وألحانها وكلامها, وكيف يتصرف على المسرح وكيف ينتقي حتى ملابسه, وأنا المهنة التي أحبها والتي أتقنها هي الغناء ويكملها الاستعراض, لأن جمال الغناء يترجم بالاستعراض, أما في التمثيل فلن أكون مثل عمر الشريف مثلاً ولكني في مسرحية الأسطورة قدّمت دوراً لم أبتعد فيه عن طبيعتي فلم يأت تمثيلي مفتعلاً, أما اخراج المسرحية فأنا أردت من خلاله أن أعبّر عما في داخلي من تصوّر للطريقة التي أعبّر فيها عن اظهار الاستعراضات والأغنيات, أما بالنسبة للمشروع الجديد الذي أنا مقدم عليه وهو تقديم برنامج تلفزيوني, فأنا لن أقوم فيه بدور محاور تلفزيوني بل إن الفكرة تدور حول مطرب مشهور يستضيف في كل حلقة نجوماً وفنانين, ومن ثَمّ تتمّ حوارات بيني وبين الضيف, حوارات غنائية واستعراضية. وفي هذا البرنامج لم أبتعد عن مجال عملي الذي هو الغناء والاستعراض, ويشتمل البرنامج أيضاً على مسابقات للجمهور سوف تكون جوائزها قيّمة, وأنا اقتنعت أن أنفّذ هذا البرنامج لأنه من اخراج وإعداد المخرج سيمون أسمر, ولأنه برنامج يناسبني كمطرب وكاستعراضي, وسوف أبدأ بالتصوير في الشهر المقبل.
قلت له:
• أنت على وشك إنزال شريطك الجديد الى الأسواق فهل تتوقع له النجاح؟
أجاب:
- كل فنان يتمنى أن يحقّق شريطه نجاحاً كبيراً, طبعاً لا أستطيع القول إن شريطي هو أحسن شريط في العالم ولكنني أستطيع القول بأنني تعبت عليه وهو نتيجة جهد عامين من العمل المتواصل, وهو يتضمن سبع أغنيات من الحاني وألحان الياس الرحباني والياس كرم وعصام جنيد وفاروق سلامة وغيرهم.
قلت له:
• وهل تتوقّع أن تحقّق احدى أغنيات الشريط نجاحاً أكبر من غيرها؟
قال:
- لا أستطيع تحديد أية أغنية ستحقّق نجاحاً أكبر من غيرها, لأن المفاجآت واردة وسأعطي دليلاً على ذلك, منذ سنوات عدة أصدرت ألبوماً غنائياً ولم أبخل لا بالامكانيات المادية أو المعنوية أو الجهد الكبير, وقبل إصدار الألبوم بوقت قليل صادفت صديقاً وقال لي إسمع هذه الأغنية فأعجبتني ولكن لم يكن لها مكان في الألبوم أو متسع من الوقت لتسجيلها, فقال لي صديقي: ضعها في الشريط دون أن تسجل في لحنها الكمنجات أو غيرها وترقّب ماذا ستفعل, وبالفعل حقّقت أغنية «انت الحبيبة» نجاحاً كبيراً فاق نجاح كل أغنيات الشريط.
وبينما كانت الصبوحة تقدّم لي كوباً من الشاي سألتها:
• صبوحة ما هو برنامجك في هذا الصيف؟
ردت:
- مجموعة من الحفلات والمهرجانات الغنائية بدأناها في بلدتي «وادي شحرور», ثم في كل المحافظات اللبنانية.
قلت لها:
• تمّ تكريمك في مهرجان القاهرة الدولي الثاني للأغنية, وسمعت أنه سيتمّ تكريمك أيضاً في لبنان خلال شهر آب «أغسطس» في حفل كبير!
... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)