أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الثالث عشر)
· والدة "بربارة سترايسند" رفضت ظهورها معي لأني مصري
· انتهى كل شيء بيني وبين "بربارة سترايسند" بمجرد أن انتهى تصوير فيلم "فتاة مرحة"
ويكمل النجم الراحل عمر الشريف حديثه لــ"الموعد" عام 1978 ويحكي عن يدور حول النساء في حياته..
· ولكن زميلتك الثانية في فيلم "جيفاغو" وهي النجمة الجميلة جولي كريستي نجت من إشاعات الحب التي لم تربط أبداً بينك وبينها..
يبتسم ويقول:
- هذا شيء جيد بالنسبة لها، وفي الواقع فان علاقتي بها لم تكن إلا علاقة زمالة لم تتطوّر حتى إلى صداقة حميمة، ولقد قيل لي أنها ذات نفسية فوضوية، وقد أحست بالغرور عندما نالت جائزة "الأوسكار" عام 1965 عن فيلمها "دارلنغ" علماً بأن النقاد لم ينتبهوا إلى موهبتها كممثلة في هذا الفيلم إلا بعد أن انفجرت شهرتها أثر تمثيلها لدور "لارا" في فيلم "جيفاغو".. وعلى كل حال فإن جولي كريستي من الممثلات القليلات اللواتي يجمعن بين الجمال المشرق، والقدرة التمثيلية، والتعبير الصادق.
· ونصل إلى حكايتك مع بربارة سترايسند!.
أجاب فوراً:
- وهل قيل أن حباً كان بيني وبينها؟؟
.قلت:
· لا.. ولكن، أريد أن أعرف طبيعة العلاقة التي كانت بينك وبينها؟
وبدأ يروي الحكاية:
- حدث مرة أن كنت في مطعم الاستوديو في هوليوود، والتقيت بالمنتج ري ستارك والمخرج ويليام ويلر، وكانا يومها يستعدان لتصوير "فتاة مرحة" الذي أسندا بطولته إلى فتاة موهوبة جديدة اكتشفاها من حي شعبي في مدينة نيويورك.. وكانت بالفعل على قدر كبير من الموهبة في التمثيل والغناء، ولأن المنتج والمخرج كانا يريدان صنع شهرة ضخمة لها، فقد صمما سيناريو الفيلم بحيث تكون شخصيتها فيه هي الطاغية، ومن هنا.. فلم يتمكنا من التعاقد مع ممثل مشهور على الظهور معها في هذا الفيلم، لأن أي ممثل مشهور يشترط دائماً بل وأولاً أن يكون حجم دوره موازياً لحجم دور البطلة.
· ولكنك ممثل مشهور.. فكيف وافقت؟!.
- بدون أن أفكر، فقد عرض عليّ المنتج والمخرج الفكرة، وقبلتها على الفور وأثار قبولي تمثيل الدور أمام بربارة دهشة جميع العاملين في هوليوود يومئذٍ، فإنهم لم يصدقوا أنني - وأنا الممثل العربي - أوافق على تمثيل دور شاب يهودي من "بروكلين" ومع ممثلة يهودية تمثّل دور فتاة يهودية.. وفي الحقيقة كانت فلسفتي يومئذٍ انه ما دام ليس للفيلم أهداف سياسية، وما دامت قصته تدور كلها في جوّ ضاحك ومرح، فلأثبت لهم أننا نحن العرب لسنا متعصبين.
· ولكن.. ألم تحدث فيما بعد أزمة.. أو أزمات بينك وبينها؟
ويروي .. أن:
- والدتها صرخت وقالت أنها لن تسمح لابنتها بأن تمثّل مع شاب مصري وكان ذلك أثر اندلاع حرب حزيران "يونيو" عام 1967.. ولم أتمسّك أنا كثيراً بالدور، بل أنني انسحبت من الفيلم فعلاً.. غير أن المخرج ويليام ويلر، صرخ قائلاً بأنه هو أيضاً يهودي، ولكنه يرفض كأميركي أن يتعاون مع عمر الشريف لمجرد أنه مصري.. ثم أنذر الشركة منتجة الفيلم بأنه سوف يتخلى عن الإخراج إذا ما استجابت الشركة لطلب والدة بربارة سترايسند وسحبت مني دوري في فيلم "فتاة مرحة"..
· طبعاً.. انتصر رأي المخرج..
أجاب:
- هذا ما حدث بالفعل، وبدأنا العمل، وأثير الضجيج حول أول قبلة تبادلتها مع بربارة سترايسند، عندما استغلت الصحف الأميركية المغرمة بالاثارة هذه القبلة، ونشرت صورها في أمكنة بارزة من صفحاتها مع تعليق يقول بأن هذه أول قبلة بين العرب واليهود.. ولم أهتم للأمر، فقد كنت اتفقت والمخرج على أن نتجنّب الدخول في أية مناقشات تخرج لقائي مع بربارة في الفيلم عن المعنى الفني الخالص له..
· هل معنى هذا أنك لم ترتبط مع بربارة سترايسند بعلاقة عاطفية ما؟!
يجيب عمر الشريف:
- انني أسأل نفسي الآن كما سألتها من قبل: هل أحببت بربارة فعلاً عندما كنا نمثّل معاً.. فالذي حدث ان بساطة بربارة شدتني إليها، وكنت دائماً - أنا وهي - نقضي سهراتنا في منزلها بعيداً عن عيون الناس وعدسات الصحفيين، ونتناول المأكولات الإيطالية التي أطبخها أنا، بعدما تعلمت طريقة صنعها من زميلتي صوفيا لورين.. والمرة الأولى والوحيدة التي خرجت فيها معها، كانت عندما اصطحبتها معي إلى عشاء دعاني إليه زميلي غريغوري بك الذي بات صديقي بعدما عملنا معاً في فيلمين، وقد ألححت عليه يومئذٍ في أن يكون العشاء سرياً حتى لا نقع في أي مطب أو تؤخذ لنا معاً أية صورة..
قلت:
· إذن .. كانت هناك علاقة، ولكن غير علنية؟؟
أجاب:
- علاقة عابرة، بدليل أن كل شيء قد انتهى بيني وبين بربارة سترايسند بمجرد أن انتهى تصوير فيلم "فتاة مرحة".. ولست أفسر كل هذا إلا بأنني إنسان أحب أن أمثّل أدواري باحساس حقيقي، ولهذا أحب في الحياة البطلة التي تمثّل دور حبيبتي في الأفلام، ولكن.. وعندما نصوّر مشهد النهاية من الفيلم يكون حبي قد وصل أيضاً إلى نقطة النهاية، وأروح أبحث عن حب جديد!.
(البقية في الحلقة المقبلة)