أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الثاني عشر)
• كدت أن أتزوج "أنوك ايميه" وتراجعنا في آخر لحظة
• شركات هوليوود رفضت إنتاج فيلم لي مع "بريجيت باردو"
• حكايتي مع "جير الدين شابلن" صنعتها الصحافة
تحدث النجم الراحل عمر الشريف لــ"الموعد" عام 1978 عما يدور حول النساء في حياته.. انه عندما يتكلم عنهن يومض في عينيه بريق من السعادة. ولكل واحدة مرت في دنياه أو مرّ في دنياها. ذكريات وصور و.. حب!.
أقول لعمر الشريف:
· هل من نساء أوروبيات من نجمات الشاشة أو غيرهن أثرن في حياتك؟!.
ويتكلم بصراحة:
- عندما يكون شاب مثلي يملك الشهرة والبريق فلا بد من أن يصادف في حياته الكثيرات من النساء، ويكون له أحياناً ذكريات معهن، تماماً كذكريات أي رجل عادي، ولكن الفرق بيني وبين سواي من الناس العاديين هو أن الأضواء تسلّط على أية حركة أقوم بها.. وما دمت أعترف لك بالحقيقة، فلا بد وأن أقول أن نساء عديدات أعجبت بهن وعايشتهن ولكن لم تؤثر أية واحدة منهن في حياتي، وحتى الآن، فإن المرأة الوحيدة التي أثّرت في حياتي هي فاتن حمامة، لأنني عشت معها أطول مدة وأنجبت منها ابني طارق وكل واحدة عرفتها بعد فاتن كانت بالنسبة لي مجرد مغامرة..
· مرة.. قيل أن الحب الثاني الذي أثّر في حياتك، كان حبك للنجمة الفرنسية أنوك ايميه؟!.
ويرد:
- إعجاب متبادل بينها وبيني حدث فعلاً عندما كنا معاً لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر نمثّل فيلم "رجل وامرأة"، ولكن برضه لا أستطيع القول بأنها أثّرت في حياتي.. انها إنسانة رقيقة وناعمة، وأبرز ما فيها أنها تظل تُشعر الرجل بأنوثتها، وقد عشنا نتبادل الحب فترة من الزمن، أو نجرّب أن نتبادله، وفي وقت ما كان حديث بيني وبينها عن الزواج غير أننا تراجعنا في اللحظة الأخيرة وربما كان السبب في ذلك هو تأكدها من أن حبها لي ليس بالقدر الذي يمكن أن يصل بها إلى الزواج، واقتناعي أنا بأهمية الحرية في حياتي الفنية..
· ولكن.. جاء وقت كانت فيه أوروبا كلها تتحدث عن غرامكما.. أنت وأنوك ايميه!.
يقول:
- كانت صداقة حميمة.. أو لنقل تجربة حب لم تكتمل، وكنت على امتداد أشهر طويلة أحاول أن أكسب إعجابها، وأحاول ارضاءها وكانت هي ترفض أن أتخلى عن عاداتي وطبيعتي من أجلها.. انني في احدى الليالي أردت أن تختار هي السهرة التي تحبها.. وبينها وبين نفسها كانت تعرف أن أفضل السهرات عندي هي التي تكون حول مائدة "البريدج" .. وفاجأتني عندما طلبت إليّ أن تقضي سهرتها معي في النادي لتتفرج عليّ وأنا ألعب "البريدج"..
· هل هي أيضاً لاعبة بريدج؟!.
فيقول:
- أبداً.. ولكنها، بأحساسها العميق، أرادت أن أكون سعيداً في سهرتي، وهكذا أخذتها معي إلى نادي "البريدج" وظلت أمامي على المائدة حتى مطلع الفجر، ولم تكن تحظى بنظرة واحدة مني، لأني ساعة ألعب أنسى كل ما حولي، وما يحيط بي.. أكرّر انها امرأة رائعة، ابتسامتها تعبّر عن كل ما في حنايا قلبها، بل انها أحياناً تعبّر بالبسمة عما تريد أن تقوله.. أما أنوثتها فانها لا تفارقها لحظة واحدة، سواء عندما تقف في الاستوديو لتمثّل، أو عندما تعيش حياتها الخاصة، ولعل أنوثتها الرقيقة هي التي حملت المخرج الفرنسي كلود لولوش على أن يتوّج شهرتها باسناد دور البطولة إليها في فيلمه "رجل وامرأة" بعد أن كانت قد ظهرت في العديد من الأفلام الفرنسية..
· عندما عرفتها .. هل كانت ما زالت شابة..
فأجاب:
- على ما أظن، كانت في الخامسة والثلاثين من العمر عندما مثّلت معي فيلم "رجل وامرأة" وقد تزوجت فيما بعد أثر قصة حب عاشتها مع ألبرت فيني، وصداقتي معها ومع زوجها لم تنقطع أبداً..
· على سيرة الفرنسيات.. كانت بريجيت باردو، هي النجمة الوحيدة تقريباً من الأوروبيات التي لم تمثّل معها أي فيلم؟!
قال:
- لأنني لا أملك حرية اختيار البطلات في الأفلام التي أمثّلها، غير أنني كنت دائماً في شوق لأن يجمعني فيلم واحد مع بريجيت باردو، وقد التقيت بها مرة في باريس، وحدثتها عن أمنيتي في أن أنتج وأخرج أيضاً فيلماً أشترك أنا وهي في تمثيله.. ورحبت بالفكرة، ولكي تشجعني على تنفيذها، فانها وافقت على أن تأخذ مني نصف الأجر الذي تأخذه من المنتجين الآخرين، ولو أنني أملك المال الكافي لأنتجت الفيلم على حسابي، ولكن.. ولأنني لا أملكه، فقد لجأت إلى شركات التوزيع الأميركية القادرة على تمويل إنتاج مثل هذا الفيلم، فاصطدمت برفضها قبول بريجيت باردو، كبطلة للفيلم لأنها نجمة لا تمثّل إلا باللغة الفرنسية.. واضطررت إلى تجميد فكرتي إلى أن أعثر على ممول.. أو إلى أن أمتلك المال الذي يجعلني قادراً على الاستغناء عن "تمويل" شركات التوزيع..
· هل تجد في بريجيت باردو، المرأة، ما تجده فيها كنجمة من اغراء!.
- أعترف بأن بريجيت باردو، التي عرفتها بعيداً عن الشاشة، هي امرأة جميلة جداً، وبسيطة جداً - وتكاد أن تحسّ إنها طفلة جداً، ولكن ليس فيها الاغراء الأنثوي الصارخ والمثير الذي تجسده على الشاشة، بذكاء وبراعة وحسن استغلال لجمالها بصورة عامة..
· وفي يوم ما.. ملأت الدنيا أخبار عن غرام عنيف بينك وبين جيرالدين شابلن؟!.
وأيضاً.. يروي الحكاية:
- لقد التقيت بها عندما جمعنا فيلم "دكتور جيفاغو" وفي فترات الاستراحة لا بد أن يلتقي نجوم الفيلم ليتبادلوا الأحاديث، وينتظروا أوامر المخرج لهم بالعودة إلى العمل مجدداً.. ان أكثر من جسلة جمعتني في جو العمل مع جيرالدين شابلن، واجتذبتني إليها أولاً، لأنها ابنة الفنان العبقري شارلي شابلن، الذي أخذت عنه هي الكثير من الموهبة الفنية، وثانياً لأنها شابة هادئة، جذابة، بريئة النظرات.. وقد حدث لقاء بالصدفة بيني وبينها في باريس، بعدما انتهى عملنا في الفيلم، وأمضينا أوقات تسلية جميلة صوّرتها صحف ومجلات فرنسا فوراً على أنها بداية لقصة حب.. وكان دليلها على صدق هذا التكهن مجموعة من الصور التقطت لنا خلسة، أنا وهي، عندما كنا نتنزه في احدى الحدائق.. يومها شعرت بأنني أسأت إلى جيرالدين، واعتذرت منها بشدة، غير أنها لم تهتم بالأمر كثيراً، فقد اعتادت على الاشاعات وهي التي نشأت طوال حياتها في بيت فني..
(البقية في الحلقة المقبلة)