Series / أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الحادي عشر)
فنانون: عمر الشريف
أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الحادي عشر)

أطول حديث مع عمر الشريف (الجزء الحادي عشر)

· تعلمت من صوفيا لورين طريقة صنع المأكولات الإيطالية

 

· أهم ما يشغل صوفيا عندما تمثّل أن يبدو أنفها جميلاً..

 

 

ويستمر الحديث عن النجمة الإيطالية الجميلة صوفيا لورين، فماذا قال النجم الراحل عمر الشريف عنها في الحديث الذي أدلى به لمجلة "الموعد" عام 1978.

وأقول له:

· هل أن صوفيا لورين في مجالسها الخاصة امرأة مسلية ومرحة؟

ويقول عمر الشريف:

- انها امرأة رائعة في كل شيء.. ولقد توطدت الصداقة بيني وبينها في الشهور الأولى من تعارفنا لأن هواية اللعب قد جمعتنا، بل كان اللعب هو التسلية الوحيدة لنا في أوقات الفراغ من العمل..

· ماذا كنتما تلعبان.. البريدج؟

أجاب:

-  لم أكن يومها قد أصبحت لاعباً ماهراً في "البريدج"، ولا هي أيضاً تهوى هذه اللعبة، كنا دائماً نلعب "البوكر" بمبالغ زهيدة لأنني كنت ما زلت أتقاضى مبالغ بسيطة عن الأفلام التي أمثّلها لحساب شركة "كولومبيا" ولم تكن هذه المبالغ تساعدني على رفع قيمة الرهان، وصوفيا أيضاً كانت تلعب للتسلية فقط، وليس بدافع المقامرة..

وأسأله:

· ومن منكما كان يكسب في اللعب أكثر من الآخر؟

ويجيب وهو يتذكر ويضحك:

-  أعترف هنا بأنني في كثير من الأحيان كنت أدعها تربح، حتى لا يطول اللعب كثيراً.. فقد كانت الخسارة تثير أعصابها فتصمم على مواصلة اللعب إلى أن تكسب.. لأنها تضيق كثيراً بسوء الحظ الذي يلازمها دائماً.

وأقول له:

· هل هي إنسانة كريمة؟

ويصفها:

-  أستطيع أن أقول بأنها إنسانة مضيافة، وربة عائلة ممتازة، وتحب دائماً أن ترى الضيوف يملأون بيتها.. وفي مرات كثيرة، ونحن في إسبانيا، كنت أدعوها إلى تمضية السهرة في أحد الملاهي أو المطاعم، فترد عليّ بدعوتي أنا وزملائي إلى العشاء والسهرة في بيتها، حيث تقدّم لنا المأكولات الإيطالية التي تطبخها بنفسها "الاسباغيتي" و"اللازانيا" و"الكانالوني".. وكانت تشاركنا دائماً في التهام هذه المأكولات بلذة واستمتاع، بالرغم من اعتراضات زوجها الذي هو حارس رشاقتها، وعندما أبديت استغرابي للتناقض عندها بين حرصها على مظهرها الجميل وشهيتها لأكل "المعجنات" ردت على هذا الاستغراب بأنها لم تتوقف ولا مرة عن تناول كل أنواع "الاسباغيتي" سواء عندما كانت عادية في بلدتها "نابولي" أو في قمة السينما العالمية..

وأقول لعمر الشريف:

· يخيل إليّ، من خلال حديث، أن الشهرة لم تجعل من صوفيا لورين إنسانة مغرورة؟

ويقول:

-  ولا مرة أحسست بأنها إنسانة مغرورة.. بل على العكس، انها متواضعة وطيبة، سعادتها بعائلتها وأولادها تفوق سعادتها بأية شهرة سينمائية.. انها كما قلت لك، سيدة بيت من الطراز الممتاز، ولا تستهويها حياة الزيف والمظاهر البعيدة عن الاستقرار، والدليل على ذلك انها ترفض أن تقيم في الفنادق في أي بلد، إذا كان عملها فيه يستغرق مدة طويلة، وفي اسبانيا، عندما كنا نمثّل فيلم "سقوط الامبراطورية الرومانية" استأجرت بيتاً هو الذي كانت تدعونا إليه لتناول المأكولات الإيطالية الشهيرة ولعب "البوكر".. ولقد قالت لي أكثر من مرة انها تحب السكن في البيوت حتى تظل تعيش في الجو العائلي..

وأقول له أيضاً:

· إذن.. كانت الألفة التي قامت بينك وبين صوفيا لورين هي التعويض لك عن ثانوية دورك في فيلم "سقوط الامبراطورية الرومانية"!.

ويعترف:

- كانت هذه الصداقة كسباً كبيراً لي في المرحلة التي كنت فيها أبحث عن أية فرصة جيدة لي في السينما العالمية، ومع النجوم الذين كان يبهرني بريقهم عندما كنت أشاهد أفلامهم في دور السينما في القاهرة.. صحيح كنت أتمنى لو أنني قادر على شراء جميع نسخ فيلم "سقوط الامبراطورية الرومانية" حتى لا يرى الناس دوري الذي مثّلته فيه، ولكن كان هناك تعويض لي في فيلم "أكثر من معجزة" الذي أخرجه المخرج الإيطالي فرانشكو روزي، وكنا فيه - باعتراف النقاد - أنجح ثنائي سينمائي.. وفي هذا الفيلم بالذات كان أمامي الفرصة لأن أحب صوفيا لورين بحرارة، واحتضنها بيدي، وأتبادل معها القبلات الحارة، وأسبح في شعاع عينيها الجميلتين.. وما كان يغيظني منها، كإنسان، هو أنها كانت ممثلة بارعة إلى الحد الذي لم يكن معه المخرج يضطر إلى أن يصوّر أي مشهد غرامي بيني وبينها أكثر من مرة، وهكذا لم أكن أستمتع بقبلاتها كثيراً..

وأقول لعمر الشريف:

· ولكن.. في أحد مشاهد هذا الفيلم، كما أذكر، هويت على خدها بصفعة قاسية!.

ابتسم وتذكّر:

- كم تردّدت قبل أن أهوي عليها بهذه الصفعة.. لقد ارتعشت يدي لمجرد أنني تخيلت بأنها - هذه اليد - سوف تصفع الوجه الناعم الفاتن، ولاحظت هي ترددي، فنظرت إليّ ضاحكة، وشجعتني على الاندماج في الدور، وصفعتها بقسوة والكاميرا تصوّر المشهد، وسالت الدموع على وجهها الجميل. وعندما صرخ المخرج: "ستوب".. أسرعت لأعتذر منها عن قوة الصفعة، ولكنها أعطتني خدها لأطبع عليه قبلة حارة، وقالت لي: أنت ممثل جيد وصادق!.

وأسأله أخيراً:

· هل ما زلت صديقاً لصوفيا لورين؟..

ويجيب:

-  الصداقة مستمرة، ولكن لا نلتقي إلا قليلاً، لأنه لم يعد هناك أفلام تجمع بيننا.. وعلى كل حال فأنا أحفظ لصوفيا لورين الحب والود لأنها فتحت لي قلبها وأنا في أول الطريق، ولم أعرفها في أي يوم من الأيام إلا في الاطار الذي تبدو فيه إنسانة رومانسية تجسد في مخيلتي أطياف آلهات الجمال الرومانيات..

*   *   *

ولكن صوفيا لورين ليست الوحيدة التي التي هزت مشاعر عمر الشريف.. هناك كثيرات.. للحديث عنهن لا بد من "موعد" آخر وإلى الحلقة المقبلة.