صباح: خلال مشواري الفني الطويل لم أعهد يوماً حرب اشاعات ضد الفنان كما هو الحال اليوم
* غير صحيح ان هويدا متورطة في الفضيحة كما تحدثت الاشاعات
* الاشاعات التي تناولت سمعة الفنان اللبناني كان الهدف منها تدميره
* الفنان اللبناني سيدافع عن نفسه من خلال اعماله والزمن سيكذّب الاشاعات
عام 1996 أجريت حواراً مطولاً مع الفنانة الكبيرة الراحلة صباح نُشر في «الموعد» على مدى ثلاثة أسابيع تحدثنا خلاله عن الكثير من الامور، وتحدثنا في جزئه الاول عن الشائعات التي طالت الفنانين نتيجة إلقاء الجهات الامنية على اناس يقومون بممارسات غير اخلاقية في احدى الشقق في بيروت... عن الشائعات وحياة صباح مع زوجها انذاك فادي لبنان دار الحوار بيننا
مي سربيه شهاب
■ ■ ■
قبل ان التقي بالمطربة الكبيرة صباح في بيتها في مصيف برمانا كنت قد حضّرت مجموعة من الاسئلة لاطرحها عليها، تتناول حياتها الشخصية والفنية وكنت قد خصصت جزءاً منها عن الشخصيات التي أثرت في مسار حياتها او التي ارتبطت معها بقضية حب نتذكرها اليوم.
ولكن كان المجتمع اللبناني قد بدأ يعيش فترة قد تصح في تسميتها «حمى الفضيحة» وكانت الجهات الامنية اللبنانية قد داهمت أحد الاماكن حيث قيل انه كانت تمت فيه ممارسة الجنس الجماعي وتعاطي المخدرات وبدأت الاشاعات تتحدث عن تورط بعض الفنانين والشخصيات والاسماء اللامعة بهذه الفضيحة وكانت الاشاعات تتحدث في كل يوم عن اسم جديد وكانت كل يوم تطول هذه القائمة حتى طالت اناس لم يكونوا موجودين في لبنان اصلاً وقت حدوث ما حدث..
لذا كان اول اسئلتي للصبوحة عن هذه الفضيحة باعتبارها فنانة كبيرة، وسهام الاشاعات كانت قد اصابت الفنانين اول ما اصابت.
قلت لها:
- اصبح حديث الناس المفضل في كل مكان هو الحديث عن الفضيحة ويتبارى الموجودين في اضافة اسم جديد للمتورطين فيها. وانت كفنانة معنية بما حصل، لان الاشاعات اكدت تورط بعض الفنانين، حتى ان الاشاعات قد ذكرت اسم ابنتك هويدا؟ فماذا تقولين عن هذا الموضوع؟
بهدوء ردت صباح قائلة:
- انا لا اعرف بالضبط حقيقة ما حصل، ولكن الطريقة التي انطلقت فيها الاشاعات لتضيف في كل يوم اسماً جديدا للمتورطين طريقة مدسوسة، فالاشاعات تناولت اسماء ابرياء ليس لهم ادنى علاقة بالفضيحة، والمناشير التي انتشرت بين الناس عقب الفضيحة وتناولت بعض الاسماء، تدل على ان هذه الاشاعات مدسوسة، واذا كان بعض الناس قد اخطأوا وليس لهم الحق في ان يخطئوا، فليس هذا معناه ان يذهب البريء بجريرة المذنب.
قلت لها:
- هل تعتقدين ان الفنان اللبناني كان مستهدفاً في هذه الاشاعات؟
ردت:
- نعم، اعتقد ان الفنان اللبناني كان مستهدفاً، فمثلاً تحدثت الاشاعات عن تورط ابنتي هويدا، وهذا غير صحيح فهويدا ليست لها صلة بكل هذه المسائل، وانا اؤكد ان هناك اسماء كثيرة تعرضت للظلم عندما تناولتها الاشاعات، وتوزيع المناشير على الناس بعد انطلاق الاشاعات تدل على وجود سوء النية والحقد لدى من اطلقوها، واعتقد ان هذا لتدمير بعض الاسماء ولتدمير الفن اللبناني عن طريق الاساءة لسمعة الفنان.
سألتها:
- خلال مشوارك الفني هل سبق وأن تعرض الفنانون لمثل هذه الاشاعات وبهذه الطريقة؟ ام ان هذا شيء مستجد؟
ردت:
- لا، هذا شيء جديد عليّ تماماً، الحقيقة هناك اشياء تحصل الآن لم أعرفها أبداً زمان، فأنا وخلال مشواري الفني لم أر اشاعات تتناول فناناً بهذه الطريقة، وما يحصل الان شيء غريب، ربما كان ذلك من ذيول الحرب التي عاشها لبنان.
قلت لها:
- ولكن الاشاعات كانت تطال الفنانين حتى زمان..
قالت:
- نعم، ولكن ليس بهذه الطريقة ولا بهذا الشكل فالفنان يتعرض خلال حياته الفنية لاشاعات كثيرة، ولكن اقل ما يمكن ان يُقال عنها انها محمولة، وليست بهذا الشكل، اي ليست اشاعات مدمرة لهذه الدرجة، ثم إن هذه الاشاعات لم تتناول الفنانين فقط بل تناولت سمعة فتيات وبنات عائلات وهذا حرام.
وأعتقد أن وراء ما حصل اناس يرفضون عودة لبنان الى ما كان عليه قبل الحرب ولكن بإذن الله سوف «يتعمّر» لبنان ويعود مشرقاً كما كان.
وكان فادي لبنان موجوداً يسمع الحديث بيني وبين الصبوحة فقلت له:
- فادي ما حصل يمكن ان يطلق عليه اسم حرب اشاعات كان ضحيتها الكثير من الاسماء البريئة، وانت كفنان ما رأيك بالموضوع.
رد قائلاً:
- لقد سبقتني وقلت اشاعات، والاشاعات رددت اسماء كثيرة، وخصوصاً اسماء الفنانين، من روّج هذه الاشاعات قصد ان يضرّ الفنان اللبناني، مع ان ما نعتز به في لبنان هو الكرامة وكذلك الاخلاق، التي مازلنا نحافظ عليها فأراد البعض أن يضّر بالفنان اللبناني عن طريق اطلاق الاشاعات التي تمسّ سمعته.
فمروجو الاشاعات أرادوا أن يشوهوا هذه القيم الراسخة فينا، وصوّر لهم خيالهم ان باستطاعتهم ان يجردونا من الاخلاق والسمعة الطيبة، وكل الاسماء التي تناولتها الاشاعات تلفيق بتلفيق، وليس هناك حتى الآن دليل واحد على صحتها بل هي إفتراء.
قلت له:
امام حرب الاشاعات هذه، هل الفنان اللبناني قادر على الدفاع عن نفسه؟
أجاب:
- الفنان اللبناني قادر على الدفاع عن نفسه من خلال اعماله الفنية، والزمن قادر على ان يثبت الصحيح من الباطل، لأن البقاء للأصيل، فنحن كفنانين لا نعرف غير الحرب الشريفة اما غير ذلك فلا فنحن لا يمكن لنا ان نسلك الطريق التي خطا عليها مروجو الاشاعات، لأننا لا نعرف الا الطريق الصحيح.
سألته:
- أنت كعضو في نقابة الفنانين في لبنان كيف تحركت النقابة لمواجهة ما حدث؟
قال:
- دعانا رئيس النقابة الى اجتماع، وقد اتفقنا ألاّ نعلق على هذا الموضوع لأن هذا الموضوع ليس له اصلاً اساس، لانه حتى اليوم لا نعرف حقيقة الموضوع، والحديث عنه يؤدي الى ازدياد الضجيج من حوله، على العموم كل بلد في العالم فيه انسان صالح وانسان غير صالح وممكن ان يكون فيه فضائح وتعاطي اشياء منافية للقانون، ولكن لماذا تمّ تضخيم الامر بهذا الشكل، وبالاشاعات والمناشير وغيرها؟
ثم أضاف قائلاً:
- إنني كل يوم التقي بالكثير من الفنانين وانا على اتصال دائم بهم، ولو ان احداً منهم متهم لكانت النقابة قد عرفت بذلك، ان الاشاعات تناولت اسماء كثيرة حتى ان بعضهم كان موجوداً خارج لبنان عندما حدثت الفضيحة، ولكن رغم ذلك تناولتهم الاشاعات على انهم متهمون.. على العموم: الاشاعة كيف تحاربينها؟ الجواب على هذا هو ان الزمن كفيل بتكذيبها، وأذكر مرة انه في بداية زواجي من الصبوحة وكنت وقتها جديداً على التعاطي مع الاشاعات، انطلقت اشاعة انني أسأت معاملة صباح وأنني طلّقتها وانها فقدت توازنها، ووقتها كانت صباح خارج لبنان وانفعلت جداً وتأثرت ولكن صباح قالت لي: « لا تزعل خلال ايام سنصل الى لبنان وسيعرف الناس اننا ما زلنا زوجين ولا خلافات بيننا وأنا لم افقد عقلي»..
وأكمل قائلاً:
- وفعلاً هذا ما حصل وكذبت الاشاعة نفسها، على العموم الاشاعة لا تطال الا الفنان الناجح، ولبنان أثبت في هذه الفترة بأنه في مركز قوة وعطاء وثراء فني فتناولت الاشاعات فنانيه وتعرضوا لحرب الاشاعات ولكن ليس للفنان اللبناني سوى اعماله للرد على هذه الحرب.
ورن جرس الهاتف الخليوي الذي كان يحمله فادي، وكانت مكالمة خارجية من القاهرة حيث تتم المفاوضات من أجل أن يقدّم الصبوحة وفادي مسرحية في القاهرة، فاستاذن فادي بالرد على المكالمة وخرج الى الشرفة، فتابعت حديثي مع صباح قائلة:
- فلنطو ملف الفضائح والاشاعات ونتحدث عنك، طالت غيبتك هذه المرة في اميركا في زيارتك الاخيرة لها، لماذا؟
ردت:
- أحييت في أميركا عدداً كبيراً من الحفلات الغنائية، حوالي العشرين حفلة في الاماكن التي تعودت ان اغني فيها في كل عام عندما ازور اميركا: مثل سان فرانسيسكو، لوس انجلوس، كليفلاند، شيكاغو، بوسطن، نيويورك وغيرها.
سألتها:
- وكيف يكون لقاء جمهورك بك هناك؟
... (البقية على صفحات مجلة "الموعد" النسخة الورقية)